السلام عليكم
لا ننكر أن الكثير يضع نفسه في قوالب الشخصيات الضيّقة.. وأشير هنا إلى تحليل وتصنيفات علم النفس، هناك العديد من التجارب التي وضعت لفهم البشر وسلوكهم بشكل افضل، ولتساعدهم على تحديد ابرز صفاتهم الغير مادية، من هنا نجد اختبارات تحليل الشخصية (هناك الملايين من الاختبارات التافهة، ولكنني أعني المبنة على نظريات وتجارب مثل هذا:
https://www.16personalities...أنواع-الشخصية
) ...
يتعامل الكثير من الناس مع هذه النتائج والتحليلات على انها خطة القدر المرسومة له، فهي الصفات الواضحة التي يراها من حوله فيها ولا يستطيع اداركها تمامًا..
بالمناسبة من اكبر كوابيسي أن يتحد الجميع على إلقاء كذبة عني لأصدقها =\ !
ألا يمكن أن يتعامل معها الشخص كتحديد لأهم الخصائص الموجودة لدى العديد من البشر؟ لذلك تمكنوا من حصرها في قوالب.. ولمَ لا يتقبل الكثير فكرة أن لهم صفات مميزة لا يشابههم فيها أي بشري على الأرض؟
إن التعامل مع نتائج تلك الاختبارات وكأنها قالب مرسوم خُلقت على هيئته ليس سلوكًا "صحّيا"، وكأنك استسلمت من البحث عن نفسك وانت جاهز لتقبل أي وضع تُعطى إياه..
ولا تعلم هل ستسمر هكذا، أم ستكتشف بعد فوات الأوان أنك أنت الذي تبني ما تريد لنفسك.. باهتمامك بتفاصيل ما تعيش، ومحاولة أن تكون واعيًا لكل الافعال اللاارادية التي تقوم بها...
لا يقتصر التقوقع في القوالب على اختبارات تحليل الشخصية، وإنما كل التصنيفات الممكن صياغتها...
فمثًلا في المجال التعليمي، يقوم المعلم بتحليل الصف الذي يشرف عليه ليكتشف الطلاب (القارئين، المصورين، العمليين....إلخ)
حتى الطلاب انفسهم، عندما يختاون المواد (علمي/ أدبي) تجدهم يضعون أنفسهم في قوالب... حتى إن أرادوا الحرية منها أو خلق مزيجهم الخاص بهم، فمن حولهم لن يتركوهم...
اذكر أن دكتورة لدينا درستنا "علم نفس"، كانت تستنكر من ابنتها أنها تحب مادة الأحياء، وتحب التجارة أيضًا! وكانت دائمًا تتذمر منها بأنها بلا فائدة وميئوس منها!
وقبل ذلك بفترة(عندما كنت في الصف العاشر)... أذكر أن هناك عدة طالبات من دفعتي، اخترن مواد أدبية وكملنها بمادة او اثنتين من القسم العلمي والعكس ... انا ايضًا قمت بذلك، وباتت معلمة التوجيه المهني تفتل حولنا أنه من الأفضل أن نراجع قرارنا واختيارنا، فهذا قد يكون خاطئ لأنه غير شائع!
وهكذا نستمر في التقولب، و وضع غيرنا في قوالب أيضاً...
التعليقات