يوسف وليلى كانوا عايشين عادي زي أي زوجين، مشاكل صغيرة وممكن تتحل، لحد ما ابتدت الحكاية تكبر… مش بينهم، لكن من الكلام اللي حوالين البيت.
أم يوسف كانت بتحب ابنها بجنون، شايفة إنه يستاهل أكتر من كده، وكل شوية تقول:
– "يا ابني مراتك دي ما بتنفعش، مش واخدة بالك من بيتك، شوفت هدومك مش متكوية إزاي؟"
ومن الناحية التانية، أم ليلى ما قصرتش، كل ما بنتها تشتكي تقول:
– "إنتي بتخدميه زي الخدامة! هو فاكر نفسه مين؟ ده اللي زيه بيتشال على الراس، مش يزعّلك كل يوم."
الكلام ده بقى زي الزيت اللي بيترمي على النار. يوسف بيرجع البيت سامع صوت أمه في ودنه، وليلى بتستقبله وهي متأثرة بكلام أمها… والمشاكل اللي كانت صغيرة بقت جبال.
---
في مرة، يوسف اتعصب وقال لليلى:
– "أمي عندها حق! إنتي مش مقصرة بس إنتي ما بتقدريش!"
ليلى دموعها نزلت وقالتله:
– "وإنت من إمتى بقيت تشوفني بعينهم مش بعينك؟ أنا طول عمري شايلة بيتك وأولادك على كتافي، وجاي دلوقتي تبيعني بكلمة من أمك؟"
افتكر يوسف ساعتها قول ربنا:
> ﴿وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: 8]
بس الغضب كان مغيّبه، وما قدرش ينطق بكلمة.
---
الأيام عدّت، والبيت اتقسم نصين: يوسف شايف مراته "مقصره"، وليلى شايفة نفسها مظلومة. أولادهم بقوا ضحية الخناق المستمر.
وفي يوم جمعة، يوسف كان في الجامع، وسمع الإمام يقول:
"خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"
الحديث نزل عليه زي الصاعقة… رجع البيت وسأل نفسه: "هو أنا خير ليها؟ ولا بقيت ظالم بلساني؟"
---
في لحظة صفا، قعد يوسف مع أمه وقال:
– "يا أمي، أنا ابنك اللي بتحبيه… بس ليلى مراتي وأم ولادي. لو البيت وقع، أنا اللي هتدمر وهي كمان. إحنا اتنين، واللي يدخل بينا يبوظ كل حاجة. إنتي ربيتيني على الصح، ما تخليش كلامك يهد اللي بنيتيه."
وكمان ليلى راحت لمامتها وقالت:
– "إنتي غاليه عندي، بس حياتي مع جوزي مسؤوليتي أنا، مش مسؤوليتي أشتكي وأولع البيت. لو خسرته، مش هتلاقيلي غير الندم."
---
✨ نصيحتي:
الزواج مش بين اتنين بس… لو الأهل دخلوا بكلامهم السلبي، ممكن يبوظوا كل حاجة. ربنا قال:
﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم: 21]
يعني الأساس رحمة وعدل مش تحريض ولا وشاية.
❓ سؤالي هنا :
برأيك… لو لقيت نفسك واقع بين حب أمك وحق مراتك، تختار إيه؟ وإزاي تحافظ على الاتنين من غير ما تخسر واحد فيهم؟
التعليقات