"حين تصبح مستعدا للسعادة تشعر أن القطار قد فاتك".

الطبيب النفسي سيخبرك أن الحياة هي المستقبل، لا شيء يفوت، لا ضرورة للحزن إن كان بإمكان المرء أن يبدأ مرة أخرى شيئا ما، سيعبث في إفرازات دماغك عبر مخدرات قانونية!

مدرب التنمية الأبله سيطلب منك أخذ نفس والتركيز على الجانب الأقل سمكا من الخازوق، شخص آخر يائس سيسدي لك نصائح من باب طرد الملل، ربما لا يعرف لماذا ينصحك أصلا، التلفاز سيخبرك بأنك في حاجة ماسة لمنتوج ما، والسياسي سيخبرك أن حياتك ستتغير قريبا، والآن، الساحر الأكبر، رجل الدين سيجد لك علاجا يصلح لكل أشكال المرض: الإيمان، أنت تشعر بالعجز عن الابتهاج لأنك لم تساعد رجل الدين على اكتساب الثروة والنساء والعقارات بما يرضي لعبته الخيالية، عليك أن تترك الحياة وتهدي وقتك وجسدك لمهرجين يعتاشون على الدجل، من بقي؟ الفيلسوف، الفيلسوف إن كان مهرجا هو الآخر سيتحدث عن علاقة الحكمة والسعادة، أن تطوع عقلك ليتكيف مع الواقع ثم يقتنص منه لذات بسيطة، لذة المعرفة والفن، لذة الحب، لذة المشي، لذة العزلة.. وإن كان صادقا ... لا يوجد أي شخص صادق بخصوص السعادة، الجميع يصنعها ويختلقها من أنشطة يقوم بها، في الباطن السعادة مجرد كلمة بدون محتوى دلالي ثابت، يمكن لأي شعور أن يسمى سعادة، إفراز الدوبامين سعادة، تحقيق مكانة سعادة، شفاء غليل من "عدو" سعادة، أن يتركك الآخرون لوحدك سعادة، الفوز في حرب مات فيها كل من تعرفهم "سعادة" .. إنها من الكلمات-الفخ التي تستطيع الالتصاق بأي تجربة دون أن يكون لها معنى في ذاتها، لذلك لم يفتك قطار السعادة، لأنه ليس هناك قطار بذلك الاسم.