الزجاجة العاشرة

إلي رغد ليليّ:

أكتب ليس لمشاركتك ملامح رحلاتي ، حبي ، كلماتي ، أكتب لكِ ليطمئن فؤادكِ ، لأني أريد أن أقوم بكتابة كلمات متقاطعة لإرسالها بين أمواج البحر، هل سمعتِ يوما عن فتاة تدعى "فلورنس مارتوس"؟

اليوم ، أروي لكِ حكاية فتاة تُدعى" فلورنس مارتوس"، عاشت على شاطئ بعيد ، حيث لا صوت يعلو فوق صوت الرياح وأمواج البحر. لقد كانت بسيطة كالماء ، صافية مثله .

فلورنس ، ابنة ضابط ذخيرة ، نشأ على جزيرة "كوكسبور" المطلة على المحيط الأطلسي. منذ طفولتها، وقفت على شاطئ البحر ، وكان يصل فلورنسا السفن الصغيرة المارة وهي تحمل بضائع إلى أقصى أركان العالم. كانت الطفلة الصغيرة مفتونة بهذه السفن ولوحت بمنديلها أثناء مرورها.كانت تلك السفن  تحمل معها حكايات. كانت تحتوي على كل قصيدة ، في بعض الأحيان تم الكشف عنها باللون الأسود فكانت عائدة لقراصنة ناهبون.مرت الأيام ، وكبرت الفتاة الصغيرة لتعيش مع شقيقها. هناك ، في كوخ صغير، ، وقلبها على ضفة النهر كانت تلوّح لكل سفينة. تخيلي كم من قبطان رأى ذلك الضوء من البعيد وشعر بالسلام ، وكم من قبطان رأى عندما رأى ذلك التلويح عاود للخلف وكأنها إشارة تحذير.

أربعة وأربعين عام، ولم تترك "فلورنس" هذه العادة. ظلّت تلوح بإصرار، حتى باتت أسطورتها كجزء من تاريخ البلدة. قالوا إنها كانت تنتظر حبيباً وعدها بالزواج، لكن الزمن مر، ولم يعد ، كأنها تخاطب البحر بنفسه: "خذ سلامي إلي من أحب". في النهاية، غادرت فلورنس" هذا العالم، لكن البحر لم ينسَ اسمها. كانت وما إلى ذلك، في قصص سافانا، رمزًا للوفاء والعطاء دون توقيع.

أنا هنا، أكتب لكِ الآن، أنتني أعيش نفس اللحظة التي عاشتها فلورنس. أرسل لكِ رسائل عبر البحر، أنت كل كلمة في سطرٍ هي أبعثها إشارة إليك. هل مثل فلورنس، ألوح لكِ أنتِ أيضاً دون أن تتوقعي جواباً؟ ربما، لكن الفرق أن البحر لن يبتلع كلماتنا هذه المرة.

لا تيأسي، يا رغد

مع حبي ، سيلمان

٢/١١/١٩١١