الكثير من الناس يتحطم ويشعر بالأسى كونه لم يتزوج ولم تسنح له الفرصة بتجربة تلك المرحلة، وأعلم بأنهُ شعور سيء بأنك لا تحصل على ماتريد(ودك بس الهوى ضدك)، لكنهُ ليس سبب وجيه بأن تربط كل آمالك وحياتك وتعكر مزاجك بسبب الزواج!، في الحياة وجهات كثيرة لا تقتصر على الزواج وفي الحياة الكثير من النعم التي تحيطنا لكننا نضيق نظرتنا بسبب عدم حصولنا على ما نريد مع أن الحياة لن تتوقف إذا لم تتزوج. الكثير يظن أن شريك الحياة هو جني علاء الدين وسوف يحقق كل الأماني والأحلام ، للأسف تلك صورة نمطية الأغلب اتخذها وهذا ما من مسببات الحزن والأسى على أنفسهم، لكن إذا لم تحقق ما تريد لنفسك لن يأتي اي شخص ويحقق رغباتك لك سوف يضيع عمرك وانت تنتظر شريك الحياة يحقق لك ما تريد. الكثير يظن أن الزواج مشروع إصلاحي يصلح العقول والقلوب ويجعل الشخص أفضل، نعم في حالات قد يتغير الشخص للأفضل ويترك الخصال السيئة ويصبح سعيدًا ولكن هذا الشيء نسبي ويعتمد على الشخص نفسه (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ )، يعني شريك الحياة ليس ساحر يستطيع تغيير ما انت عليه التغيير يبدأ من الشخص نفسه ورغبته ومن لم يرغب بالتغيير لن يتغير أبدًا، لا تنتظر اي شخص يغيرك في الحياة التغيير يبدأ من عقلية وفكر الأنسان، شريك الحياة ليس طبيب نفسي وليس ملزوم بأن يعالج مشاكلك النفسية. من السيء أن نرفع سقف آمالنا بشكل غير منطقي ونعلقها بشخص وهذا قد يسبب صدمة نفسية لأن ؛ الشخص توقع كثيرًا وحصل ضد ما توقع، الزواج جميل وشيء أساسي والبنون زينة الحياة الدنيا ، وعدم تحققه لا ينقص من الشخص شيئًا، أرى أن على الجميع أن يقدروا النعم التي لديهم ويقدروا انفسهم ويبدأوا بإصلاح انفسهم ولا يعرقلوا سير الخطط رغبةً بالزواج، من أراد شيئًا فليحققه بنفسه لا ينتظر أحدًا أن يحققه له لأن لو استمرّ بالتفكير بتلك الطريقة سوف يدمر نفسه ويعيش بمرحلة سيئة جدًا لا أتمناها لعدوي.
الزواج ليس مشروع إصلاحي ولا شريك الحياة جني علاء الدين
كلامك صحيح وبرأيي المشكلة ليست فيمن يتمنى أن يتزوج ويعتبر ذلك الأمر حياة أو موت، ولكن المشكلة تكمن في المجتمع الذي ينظر إلى من لم يتزوج وكأنه شخص ناقص أو لا يريده أحد! هذا باعتقادي هو السبب الخفي لشعور الكثيرون بالحزن نتيجة عدم الزواج أو التأخر في الزواج، نحتاج إلى نشر الوعي الكامل بشأن هذا الأمر لأن المشكلة ليست في الأفراد على الإطلاق ولكنها متأصلة في المجتمع والعادات والتقاليد العقيمة التي يتم فرضها علينا جميعاً، نأمل ألا يلتفت أحد لها ويفكر فيما يسعده فقط.
نعم، المجتمع يُحسر الشخص على نفسه يعني مثل لما يقولون: كيف أمرأة بهذا الجمال لم تتزوج فتبدأ بالقلق والحزن، أو كيف هذا الرجل متوفر لديه كل شيء ولم يتزوج، بالنهاية هذا الأمر قسمة ونصيب والكثير من الأشخاص لم يتزوجون ولم تتوقف الحياة، للأسف نظرة المجتمع هي الأكثر تأثيرًا ايضًا، اتمنى تلك الصور النمطية تتوقف ومتفائلة في الجيل الجديد.
من تعود على الانتظار قيد نفسه بالوهم، وهنا المشكلة ليست في انتظار الزواج، فهذه الفئة لو نجحت في إقناعها بعدم انتظار الزواج ستجده قد انفك عن انتظاره ثم بعد أيام أنتظر شئ آخر، كوظيفة أو خبر أو ترقية.
يتعامل هؤلاء مع الحياة على أنها رصيف قطارات، لم يدركوا أن لاقدماهم قدرة على الحركة استعملوها فقط كعكاز يتكأون عليه وينتظرون القادم.
أكاد أجزم أنه حتى لو أتى ما ينتظره هؤلاء فلن يشعروا بالراحة أيضا فقد تعودوا الانتظار والتمني فقط ولم ينظروا في الموجود المتاح.
الزواج من الأرزاق التي قسمها الله بين العالمين، وبالتالي فهي ليست بجمال المرأة أو بكثرة مال الرجل، فالأمر رزق أو كما نقول: قسمة ونصيب. لو اقتنع الناس بذلك سيحل مشكلة كبيرة في حياتهم، ولن يسبب لهم مشكلة أو عقبة نفسية كما هو حال الكثيرين. أسأل الله أن يزوج بنات وشباب المسلمين.
أمر آخر أود الإشارة إليه: يوجد الكثير من العظماء الذين لم يتزوجوا، لأنهم لم يتفرغوا لذلك، أو لم ينتبهوا لأن الوقت قد حان مثلا. لم يفعلوا ذلك تعمدًا مع القدرة عليه، وإنما بسبب أشغالهم ومهامهم العظيمة لم ينتبهوا لهذه النقطة. أما البعد عنه تعمدًا مع القدرة عليه، مخالف للدين، ونهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
أقول هذا تأكيدًا لفكرتك بأن الإنسان لا ينتظر، وإنما يمارس حياته ويقوم بمهامه، ويأخذ بأسباب الزواج، لكن لا يعطل حياته عليه. يأخذ بالأسباب وإن كان له رزق سيأتيه بالتأكيد.
لكن إذا لم تحقق ما تريد لنفسك لن يأتي اي شخص ويحقق رغباتك لك سوف يضيع عمرك وانت تنتظر شريك الحياة يحقق لك ما تريد.
الأصل أن الإنسان يعمل على إصلاح نفسه، وتغيير سلوكياته للأفضل. لكن إذا تزوج فالأفضل أن يساعدا بعضهما في التغيير، فالذي ينتظر شريك حياته ليساعده في الإصلاح، يعلم كذلك أن شريك حياته ينتظر منه ذات المهمة.
من السيء أن نرفع سقف آمالنا بشكل غير منطقي ونعلقها بشخص وهذا قد يسبب صدمة نفسية
هذا صحيح، لكن كيف نعدل الوعي لدى المقبلين على الزواج؟
للأسف واحدة من أسوا الأفكار المنتشرة في مجتمعاتنا، هي تعطيل أشياء كثيرة حتى الزواج وخصوصا للمرأة، وهذا يضعها اما 3 نتائج، بعض الأشياء لا تحدث أصلا حتى بعد الزواج وبالتالي هي حرمت نفسها منها قبل الزواج وبعده.
والثانية هي ضغوط على الزوج بان عليه ان يكون كما قلتي جني المصباح ويسخر حياته لتلبية رغبات مكبوته لفتاة طوال عمرها، هي ضحية لا تختلف عنه تماما،
الثالثة انهيار مؤسسة الزواج بسبب ذلك، الفتاة امام صدمة فلا الزواج كما اعتقدت ولا هي تحتمل هذه الحقيقة المؤلمة.
الحل أن نضع الزواج في إطاره وعلى الفتاة وعلى الولد ان يعيش حياته ويحقق ما يستطيع في وقته.
كانت هذه الفكرة تدور في عقلي وكنت أستعد لكتابة مساهمة عنها، وأنتِ سبقتِني.
الحقيقة المرة أن الزواج يكشف العيوب أكثر مما يعالجها. هذا كل ما يفعله. لأنكِ تكونين لأول مرة مع شخص بهذا القرب النفسي فتتكشف كل نقاط ضعفك التي طالما نجحتِ في إخفائها في علاقاتك مع الآخرين بسبب الحواجز التي كانت في تلك العلاقات ولا توجد في علاقة الزواج.
التعليقات