الزجاجة الخامسة:
إلي رغد ليليّ. في هذا المساء المظلم ، بينما الأمواج تتلاطم بصخب يملأ الليل، أذكر طقوسًا قديمة يحكيها لنا البحارة عن أولئك الذين ابتلعتهم البحار. إما دفنًا، أو إعدامًا.
يقولون إن أرواحهم تظل ترفرف فوق الأمواج، تبحث عن ميناء لم تصل إليه.
أتساءل أحيانًا، ماذا لو كان مصيري كأولئك؟ أن يُلقى جسدي في هذا العمق اللامتناهي، وتظل روحي تتأرجح مع الأمواج، تحمل رسائل الإشتياق والأماني التي لن تراها العيون أبدًا ، بإستثناء قلبكِ.
حتى في الظلام، أجدني أكتب لكِ، رغد. كأنني أقاوم مصيرًا لا أريد الإستسلام له. ربما ستصل هذه الكلمات إلى شاطئ بعيد بعد سنين، بزجاجة تائهة تبحث عن موطئ. ربما ستقرأينها، وتعرفين أنني رغم بُعدي ، لم أبتعد عن حبي لك ، وأنني سأظل هنا ، مع كل موجة تمر ، حتى أعود إليكِ أو أُصبح جزءًا من هذا البحر، لكنني أبقى إلى الأبد معك.
وربما ستصل إلي يد تجعل العالم بأسره شاهد علي حبي لكِ.
عاشقك العائد ذات ليلة
(سيلمان)
١٠/١١/١٩١١
التعليقات