"الزجاجة الثالثة"
إلي رغد ليليّ:
في بلاد تصدح فيها الأساطير بالصخرة ، وتغني بها الأمواج ، بشد وجزر معهود ، وقفت اليوم في ساحة معبد بوسيدون ، إله البحار لدى الإغريق ، وشعرت بالأمواج تزداد والهواء يعصف بي من كل ناحية ، وكأنه يبتهل لممالك غارقة ومعارك عاصفة. هنا حيث تخطت أسطورة بوسيدون حدود الخيال ، شعرت أنني قريب من تلك القِوى التي تحكم العالم ، التي تجعلني أركب أمواجًا لم أرها من قبل.
وفي هذه الأرض البعيدة تساءلت عن كيف ستبدو عيناكِ إن رأت هذا المكان العجيب ، كيف ستكونين وأنتِ تطالعين هذه التماثيل ، من المؤكد أن لا يفرق أحد بين جمالك الأخاذ وجمال هذه التماثيل ، الأعمدة تعلو نحو السماء وكأنها تستجد عهدًا جديدًا .
أخبرت بوسيدون بكل قلبي ، وطلبت منه أن يمنحني القوة ، وكنوز بحاره ، حتي أعود إليكِ ، عائدًا من البحر كما يعود العاشق إلي قلب معشوقه ، يارغد ، إنني ، هنا ، أجد صلة بينا ، وبين البحر ، عميق كـ حبنا ، وأرجو أن يظل حبنا كـأمواج البحر لا تتوقف عن تلامس الشاطيء ، مهما كانت العواصف ، والركود يحاوطانه.
أبقي علي حبكِ كإيمان لا ينمحي ، وأعدكِ أن أظل أنقلك لكِ ملامح رحلاتي ، ووجهاتي ، مشاعري ، لتشعري بها وكأنني معكِ.
عاشقكِ العائد ذات ليلة
(سيلمان)
۲۸ / ۱۰ / ۱٩۱۱
التعليقات