"الزجاجة الأولي"

إلى من تشرق في خاطري كشمس ملوحة من أفاق، عند شاطئ مدينة لا تعرفينها، تحت ضوء القمر أجلس وأكتب لكِ. كأنكِ أمامي، أرى انعكاسكِ في الأمواج، أشعر به يذكرني ببريق عيناكِ. ليالي من السفر الطويلة، وأعوام من الشوق الثقيلة، أثقل من أي عاصفة واجهتني ، وتدفق الموج فغمر وجهي والسفينة. الغابات، والجمال ، والبلدان تختلف، ولكنها تشبهني بشيء واحد:

(الإنتماء إلى عينيكِ البنيتين).

 أكتب لكِ وكأن كلماتي سوف تجد طريقها عبر الأمواج إليكِ. منذ قديم الأزل ويقال البحر يحمل الأسرار، سرّي أيضًا سيحمله ، بعد أن أودعه إلى شاطئك في زجاجة صغيرة فرغت مما تحويه بنفاذها وإنتهاء رسالتي، وفيّة هذه الزجاجة تنتظرني حتى أفرغ من الكتابة فتنفذ، لا أرى وسيلة للإرسال لكِ أوفي منها. أدعوكِ إلى أحلامي كل ليلة، ابقي قريبة مني في ذكرياتي، وانتظريني تحت ضوء القمر في أحلامك، حتى تأتي كلماتي محمولة على أمواج لا تعرف الحدود، بل حفظ العهود.

 عاشقكِ العائد ذات ليلة (سيلمان)

  ۲٦/ ۱۰ / ۱٩۱۱