لقد شهدنا خلال هذا العام كيف تكالبت آلة الحرب الإسرائيلية على غزة، محملة بأبشع أنواع الدمار والقتل. مجازر متكررة، أبرياء فقدوا حياتهم، ودمار شامل للبنية التحتية، ولكن ما أثبتته غزة في مواجهة هذا العدوان هو أن روح المقاومة أقوى من كل هذه المآسي. فبالرغم من شراسة الهجوم الإسرائيلي، فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها، وظلت غزة عصية على الانكسار، محافظة على عزتها وثباتها.

إن ما حدث بعد "الطوفان الأقصى" ليس مجرد معركة عسكرية، بل هو صراع على البقاء، صراع بين إرادة التحرر واحتلال غاشم. إسرائيل أرادت من حملتها العسكرية تدمير المقاومة وكسر إرادة الفلسطينيين، ولكن النتائج جاءت معاكسة تماماً. فرغم كل محاولات القتل والتدمير، لم تستطع إسرائيل القضاء على روح المقاومة التي تسكن في كل بيت فلسطيني، بل ازداد تمسك الفلسطينيين بأرضهم وقضيتهم.

في هذا اليوم، نرفع أكف الدعاء ونتضرع إلى الله أن ينصر أهل غزة ويثبتهم:

اللهم احفظ أهل غزة وثبتهم على الحق،

اللهم انصرهم على عدوهم، وأعزهم بكرمك،

اللهم اجعل دماء الشهداء نورًا يهديهم في طريق النصر والتحرير،

اللهم اجعل كيد المعتدين في نحورهم، واجعل الدائرة عليهم،

اللهم ارزقهم الصبر والقوة، واجعل هذا العدوان سببًا في تحرير أرضهم وكرامتهم.

إن ما قامت به إسرائيل في غزة من مجازر لن يمحى من ذاكرة التاريخ، لكنه أثبت أن الاحتلال مهما طغى وتجبر لا يستطيع محو شعب بأكمله. لقد فشلت إسرائيل في كسر إرادة الفلسطينيين، وفشلت في تحقيق أهدافها رغم كل ما استخدمته من أسلحة ودعم دولي. إن أهل غزة، برغم ما عاشوه من آلام وأحزان، وقفوا بثبات أمام هذا العدوان، مؤكدين للعالم أن النصر حليف من يملك الحق والإيمان.

وفي هذه الذكرى، ندعو الله أن يجعل من "الطوفان الأقصى" بداية النهاية لهذا الاحتلال، وأن يكتب لفلسطين الحرية والعزة التي يستحقها شعبها الصامد، وأن يظل أهل غزة عنوانًا للصمود ورمزًا للمقاومة التي لا تنكسر.