عزيزي صاحب السريرة:
في رحلة الأمل النائي ، نتهجر بعيدًا ونرحل إلي أقاصي الآفاق ونتخذ قرارًا بالشفاء، أن ننسي كل الأوجاع التي تقبض أرواحنا وتشعرنا بالضيق ، ننسي أو نتظاهر بالنسيان لنتمكن من العيش بسلام داخلي ، قد نجدنا نتظاهر بالتجاوز ، ولكن الحقيقة أن الجراح العميقة لا تلتئم بسهولة ، نتداعي النسيان بغرض تخفيف وطأتها ، نأبي أن تنفتح مجددًا ، لكنها تكشف عن نفسها بقسوة أكبر مع مرور السنين ، قد نظن أننا نطفو فوق السطح ، ولكننا لازلنا غارقين بالأعماق ، تتجدد كما لو كانت حدثت للتو .
الوقت قد لا يكون دائمًا هو الشافي ، المواجهة من الممكن أن تفعل ، فهناك جراح لا تداوي بمرور الأيام ، بل تتحول من جرح غائر، ومن حرج غائر لندبة ، الشفاء الحقيقي يبدو بعيد المنال.
صاحب السريرة ...... هل يمكن أن يكون الهجران بداية جديدة نحو الشفاء؟ ، حتي لو كان بطيئًا وصعبًا. وعلام لا يكون الهجران شفاء ؟ ، هل لأن الهجران يجب أن يكون بإستعداد منا لإحتضان ما يحمله من فرصة للشفاء؟ ولا يكتفي بذلك فحسب بل يجب أن يكون نابع من إرداتنا القوية .
نبع السر
منة محجوب✍
29 مارس 1901
#منة_محجوب #سلسلة_رسائل_أدبية #رسالة
رسائلكم #خربشات #نصوص #أدبيات #كلمات
التعليقات