بسم الله الرحمن الرحيم
فنّ ضوء القمر
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أمَّا بعد،،،
يمكن للمرء أن يقوم بعلاج نفسه أو إصلاحها أو تحسينها أو تعديلها عن طريق القيام بأيّ عملٍ يشاء كما ذكرنا في مقالة سابقة، ولكن يمكن أيضاً للمرء أن يعمل ذلك عن طريق رَقَصَات أو رياضات سهلة وهو جالسٌ في مكانه دون حتَّى أن يقف، وذلك عن طريق تأدية حركات سهلة وآمنة وغير مؤذية، بكلتا يديه أو بيدٍ واحدة، فالأمر كُلُّهُ متروكٌ له. ويبدأ باختيار ما الذي يريد عمله في نفسه، ولنفترض بأنّه يُريد علاج نفسه من أي مرضٍ كان سواءً كان جسدياً أو نفسياً، فينوي القيام بذلك وهو علاج نفسه من المرض الذي حدَّد عليه، ثم يبدأ بأن يتخيَّل يدَه وكأنها فرشاة صباغة ويبدأ يصبغ بيدِهِ في الهواء أمامه وهو جالس، وذلك ليعوّد جسده على التحرُّك بتلقائية مع هذا العلم أو الرياضة أو الفنّ، ثم ينتقل بعد دقيقة أو نحوها من الصباغة بالفرشاة أو الريشة إلى حركات قائد الأوركسترا، فيعمل بكلتا يديْه بهدوء دون أن يُبالغ، وذلك لمدة دقيقة أو اثنتان، ثم ينتقل أخيراً إلى العمل الحقيقي وهو تأدية فنّ ضوء القمر، فينتقل إلى تمثيل أيّ شيء يُريد تمثيله كأن يُمثّل دور الأمواج المتلاطمة وسط البحر، وذلك يكون بكلتا يديْه وتمايل جسده كما يشاء وعليه أن يبقى جالساً فقد يُصيبه شيءٌ من الدوار والدوْخَة مع تأديته لفنّ ضوء القمر، ثم وبعد وقتٍ قليل ينتقل مثلاً إلى تمثيل دور القمر وضوئه، مع ترك نفسه يؤلّف الحركات التي يؤدِّيها بنفسه دون اتّباعٍ لأي قواعد أو قوانين أو حتَّى جماليات معقَّدة وإنما يترك لنفسه الحرّيَّة في أن يتحرَّك بحرّيَّة تامَّة وهو جالسٌ في مكانه،, وبذلك يكون قد اكتمل لديه فنّ ضوء القمر دون تعقيدات فنّيَّة أو جماليَّة، ودون تسجيل أيّ خطوات أو حركات بل يترك كُلّ شيء يأتي بنفسه ويذهب بنفسه، وعندما يشعر المرء بالتَّعَب أثناء ممارسَة فنّ ضوء القمر فله أن يُريح يداً واحدة ويؤدّي حركاته باليد الأخرى وعندما تتعب يدَه يضعها لترتاح ويعمَل بيده الأخرى السّاكنة والمرتاحة، وله أن يتوقَّف عن تأدية فنّ ضوء القمر في أي وقتٍ يشاء ولكن قد يكون من الأفضل والأحسَن أن لا يتوقَّف عن تأديَّة الفنّ حتى يتعَب أو يَملّ أو يُفرض عليه التوقّف لسببٍ أو لآخر وليس قبل ذلك، ولكن نُعيد ونُكرّر أن الأمر كُلُّه بيده يفعل ما يشاء وله أن يتصرَّف في فنّ ضوء القمر كما يشاء دون قيود أو شروط.
وعندما يُريد القيام بفنّ ضوء القمر مرةً أخرى في يومٍ آخر، فليس عليه أن يتّبع الخطوات ذاتها التي ذُكرت هنا في هذه المقالَة ولا التي قام بها بنفسه، بل له أن يبدأ على الفور بتمثيل أي دور يشاء من الطبيعة حتى لو كان أيّ شيء مما ذكرناه فهو حرٌّ تماماً في اختياراته… هذا والسلام على نبيّ الله ورسول الله محمداً صلَّى الله عليه وسلَّم والسلام على الأقدم الأقدم.
التعليقات