الاختلاف بين هوبز و لوك في نظرية العقد الاجتماعي:

أن الأنسان في حياته ومجتمعه وعلى مرور التاريخ يسعى لمعرفة الإجابة الصحيحة ولكن يقع الإختلاف في ماذا لو كان هناك ماهو أصح من الصحيح فعلاً فيهدم الناقص ليأخذ الكمال بنظره

ومن النظريات التي لا يُعرف لها إجابة هو من هو الانسان الذي يجب ومن الأصح أن يحكم البشرية في أي مجتمع كان ، ما الشروط التي يتوجب عليه أن يتصف بها ليكّون مجتمعاً مثالي؟

لمعرفة الى من يتوجب على البشر أن يعهدون إليه السلطة أن نبحث بما لدينا من وقائع فعلية أي حكومة كانت أجدر بأن تشتد بقاء على الوجود وفيه قلوب شعوبها ولذا هناك نظريات سياسية ومجتمعية وأهمها هي نظرية العقد الاجتماعي ولكن هناك صراع فكري بين هوبز ولوك حول هذه النظرية.

العقد الاجتماعي عند هوبز هو ان يتنازل الافراد عن كل حقوقهم لشخص او لمجموعة من الاشخاص في مقابل تحقيق الأمن والامان و السلام لهم و له جزئين هذا العقد هما تعهد كل فرد مع الاخرين بما تتفق عليه اغلبية عددهم،و التصويت الذي يحدد من الذي يجب ان يكون صاحب السيادة.

انه عن طريق هذا العقد ينتقل الناس من حالة الطبيعة الى حالة المجتمع المدني

عند لوك يرى انه لا يتنازل الناس عن كل حقوقهم كما كان يرى هوبز.

وان هناك صاحب سيادة له حقوق منها حق العقاب و شن الحرب و عقد السلام و فرض الضرائب واجبارالمواطنين على التسلح من اجل حماية وطنهم فهو يكون من يأمر وينهي ويعين الوزراء و القضاة وذلك لأن السلطة التشريعية تكون بين يديه.

ولكن هوبز يؤكد ان حقوق المواطنين لا يمكن ان يتنازلوا عنها وهي المحافظة على الذات او ان يطبقوا قوانين تضر بحياتهم مثل ان يقتلوا انفسهم او ان يتخلى عن الطعام والدواء والهواء.

والحكومات انواع منها:

الملكية وهي التي تعهد السلطة لشخص واحد،

الديموقراطية وهي ان مجموعة من الاشخاص تعهد إليهم السلطة ويكون لكل شخص الحق في التصويت وأما الحكومة الارستقراطية فهي حينما يمسك زمام الامور مجلس او لجنة ويكون جزء للمواطنين الحق في التصويت.

ويعتقد هوبز ان الحكومات لا يمكن الحكم عليها فيما  اذا كانت السلطة سيئة ام لا ،لأن لايمكن البت في ان الحكومة تخدم مصالحها الخاصة.

ويرى ايضاً أن افضل شكل للحكومة هي الحكومة الملكية،لأن في ظل الديموقراطية يكون عدد اولئك الذين يمكن ان يكونوا اغنياء ويخدموا انفسهم على حساب المصلحة العامة،يضيف هوبز انه يمكن ترقية اشخاص ليسوا أكفاء،وهذا ما دعاه الى الاعتقاد ان الحكومة الملكية هي افضل اشكال الحكم.

العقد الاجتماعي عند لوك:

ان السلطة السياسية عند لوك ليست مطلقة ،ولا يتنازل الناس عن كل حقوقهم كما يرى هوبز وانما يتنازلون عن بعضها وليست سلطة مطلقة بل هي مقيدة او محدودة.

- لوك وضع قواعد تثبت رفضه للنظام المطلق

-وضع قيود على السلطة السياسية منها انها تحصر مجالات تدخل السلطة،وان لا يتولى المسؤولية ولا يباشرها إلا الأفراد الذين وضعت الأغلبية بهم ثقتها وان القوانين علنية،وضمان عدم تدخل السلطة التشريعية على الحقوق و حريات الافراد،وانشاء سلطة تنفيذية،واجراء انتخابات دورية للسلطة التشريعية.

ويرى لوك ان طاعة الحاكم واجبة وفق العقد الاجتماعي وان عدم التزام الحاكم بهذا العقد يجعل الشعب هو الحكم وهذا سبب رأي لوك ان السلطة لا تكون وفق النظام المطلق وعزز ذلك بحق الثورة و التمرد عليها حال الاخلال بالعقد الاجتماعي،وانه عندما يحارب الناس فمن حق الناس ان يدافعوا ضد عدوانه لانه ان اعطوه الحكم المطلق لا يوجد ما يجعله يحترم القانون ولا حريات الافراد،او ان يستخدم السلطة لكي يحقق مصالحه على حساب الرعية،وعدم شعور الشعب بالسلام وانهم في خطر نتيجة لانهم اعطوا كل الصلاحيات للحاكم سيكون الطغيان عليهم أمراً غير مذموم بالنسبة للسلطة المتمثلة بالحاكم.

وانه يجب انشاء سلطة تنفيذية،وايضا انتخابات دورية للسلطة التشريعية،و الفصل بين السلطات الثلاث التشريعية و التنفيذية والقضائية.

وفق نظرية لوك ان المجتمع البشري هو اختراع بشري،وعندما يتأسس تكون له طبيعة خاصة،وله قانون هدفه المحافظة على المجتمع ويكون ملزما باستمرار بان يخضع له،وان الاغلبية هي من تحكم ويكون كل فرد ملزما بما تقرره الاغلبية التي هي القوة الأكبر.

وتكون السلطة التشريعية بيدها سلطة السياسة في المجتمع وان اساس القانون هو تأسيس السلطة التشريعية وتكون السلطة في يد الأغلبية وبتلك الحالة اصبحت الحكومة ديموقراطية واذا اصبحت في يد اشخاص قلة تغدو حكومة أوليجاركية،واذا كانت في يد شخص واحد تكون الحكومة ملكية،ولكن قبول الأغلبية ورضاها وموافقتها هو الذي يؤسس الحكومة.

وأن أعلى وأعظم سلطة هي التشريعية وهي العليا وتخضع لها كل السلطات الاخرى ومسئولة عن تحقيق الخير العام المتمثل في تنظيم حياة المجتمع بوضع قوانين تحقق العدالة.