كيف ستبدو الحياة إن كانت هناك إشعارات ذهنية تصلك لتخبرك أن أحدهم قد تكلم عنك أو فكر فيك أو حتى ذكرك بسوء؟ 

فلنترك لخيالنا العنان ونتأمل، ففي الخيال أسرار يسعدنا اكتشافها

لأولئك الذين سيذكروننا بسوء؛ إن لم نكن متسامحين فأواصر العلاقة ستتمزق لا محالة، وعند اللقاء ستظهر الوجوه شاحبة والقلوب متنافرة، مجرد رؤيته سيشعل في أذهاننا كلماته المُنطفئة وعندها سيكون الإعراض أمراً منطقياً. 

أما عند العقلانيين فرصاصة الرحمة تكفى لقتل علاقة كهذه ثم إكمال مسيرة الحياة كأن شيئاً لم يكن. ولله تعالى في أمره حكمة دائماً وأبداً. 

أما إشعار "فلان تكلم عنك بخير" فهو الخير العميم والسعادة بلا شك، لكن هل هناك حاجة للقاء؟ لا أظن ذلك، يكفي أن تصلنا الإشعارات كلقاء روحي نسعد به. 

أما إشعار "هناك من فكر فيك بُغضاً" فمثله مثل من تكلم عنك شراً، لا فرق. ينعكس التصرف ذاته مع ذات الشعور، استئصال العلاقة هو الحل. 

أما عن إشعار" هناك من فكر فيك حباً" فهو تلاقٍ للأرواح المتباعدة، وقد يحمل الإشعار في طياته الهدوء والسلام. فقد تتباعد الأجساد ويصبح من الصعب أن ألتقي صديقتي التي في الجانب الآخر من العالم، عندها نكتفي بالإشعارات. 

مجرد أن تتخيل فكرة الإشعارات تتغير طريقة تفكيرك تجاه العلاقات. والآن انتهى الخيال ولنستيقظ جميعاً ونعود لواقعنا الجميل 

لم يخلق الله سبحانه وتعالى الأسرار عبثاً، لله تعالى في خلقه حكمة وشأن. في التباغض نخفي الشعور تجاه الآخر فلعله يصبح صديقاً بعد حين، ولو أن العلاقات تقطعت أشلاء مع كل بُغض لتحول الكون إلى تراكيب هشة توشك أن تتلاشى. من رحمة الله تعالى فينا أن لا أحد يعلم خفايانا سواه، نحن مستودعات للأسرار لحكمة أرادها سبحانه وتعالى.