هل نحن مدينون لآبائنا أم أبنائنا؟


التعليقات

فقط أخبرني، بالله عليك أما كان من الأفضل ألا نولد؟!

لا يتبنى الجميع الفكر العدمي! ولا يعاني الجميع الأمرين بحياته! يعيش أغلب الناس حياة طبيعية تتخللها لحظات السعادة العارمة والشقاء المضني وكلها جزء من الوجود.

متطلبات الحياة تتراوح أهميتها من مجتمع لآخر ومن فرد لآخر, فتخصيص غرفة منعزلة للطفل قد تكون ضرورة بالنسبة لك ولكنها مجرد ترف لغيرك, وهي مجرد تفاصيل يلجأ إليها من يتبنى بالأصل الفكر العدمي لتبرير وجهة نظره.

وبما أن دورة الحياة من إنجاب وموت من البديهيات البيولوجية لدى الكائنات قاطبة, فإن السؤال الحقيقي الذي يجب أن يُطرح هو لماذا قد يُفكر الكائن بهذه الطريقة الشاذة عن القواعد البيولوجية؟ لأنه بالعادة يميل البعض للتفكير بهذا الأسلوب عندما ينخفض مزاجهم مما قد يُندر بمرض الاكتئاب.

إن انخفاض الناقلات العصبية بالدماغ كالسيروتونين تدفع الإنسان للرغبة في العدم وطرح تساؤلات حول جدوى الوجود بسبب عدم القدرة على الاستمتاع بالحياة.

أول شيء، يبدوا أنك قد خلطت بين المصطلحات، فاللاإنجابية لا تعني العدمية، بل هما مصطلحان بعيدين تماما في معناهما.

ثانيا، اسمح لي أن أخبرك أن الفكر العدمي هو آخر من له مشكلة مع الإنجاب، لأن العدمي ببساطة يستطيع أن يتنازل عن وجوده وقتما شاء.

ثالثا، لا يمكنك الحكم على إنسان أنه يتبنى فكرا ما (عدمي) إنطلاقا من مساهمة واحدة له.

ثم، أنا أحدثك ببساطة عن استنكار الوجود في حد ذاته، و أنت تتحدث عن تقبل المعاناة لأنها من طبيعة الوجود! وإنجاب طفل و إجباره على التأقلم مع ضروف مزرية، أليس هذا عين الظلم؟ كما أننا لا نتبنى فكرة ثم نبحث لها عن مبررات، بل ننطلق من الواقع و التجربة ثم نتوصل إلى قناعاتنا(على الأقل هذا ما أفعله أنا).

شيء آخر، بماذا يختلف الانسان عن غيره من الكائنات، إذا انساق لما تمليه عليه طبيعته البيولوجية دون مسائلة؟

و لتعلم أنني أناقشك فكرة توصلت إليها بعد تجارب و تفكير و تحليل، و ليس بعد أن رسبت في إمتحان نهاية السنة لتقول لي أنها أعراض إكتئاب و انخفاض السيروتونين.

أستاذ جواد، هل تشجع الانجاب في جميع الحالات و الظروف؟

ملاحظة: لا أعرف تقنيا كيفية الرد على كل جزء من ردك على حدة، لو تكرمت بتعليمي كيف أفعل لو سمحت.

ماذا تقصدين بأن العدمي يمكنه أن يتخلى عن وجوده متى شاء؟ ينتحر مثلا :)

العدمية هي مجموعة أفكار تحضر في مختلف الفلسفات العريضة العريقة التي لها روادها ترى أن ليس للوجود قيمة أو معنى جوهري, وبالتالي لا يوجد شيء يجعل الحياة مفضلة على العدم كونها بلا قيمة وبلامعنى وجوهر.

أنت كتبت مساهمة كلها عدمية وجودية ثم تطلبين منا عدم الحكم عليها على أنها عدمية وجودية, بل الأعجب من هذا أن ردك هذا به استمرارية للفكر العدمي.

ثم، أنا أحدثك ببساطة عن استنكار الوجود في حد ذاته

أظن أن لك لبسا في فهم مصطلح العدمية.

و لتعلم أنني أناقشك فكرة توصلت إليها بعد تجارب و تفكير و تحليل، و ليس بعد أن رسبت في إمتحان نهاية السنة لتقول لي أنها أعراض إكتئاب و انخفاض السيروتونين.

تجارب أين؟ بأي مختبر أجريت تجاربك وتحليلاتك؟ هل نشرت بحثا ودراسة عن الموضوع بمجلة علمية؟ أتمنى أن تضعي لنا الرابط هنا لنستفيد.

في النقاشات الفلسفية أو العلمية نتحدث بأسس علمية وليس بالتجارب الشخصية بالبيت وتعميمها على أنها الحقيقة.

الدراسات العلمية تقول أن الفكر العدمي أو لنقل "استنكار الوجود في حد ذاته" كي لا تغضبي.. هو عرض من أعراض انخفاض المزاج, فنحن كائنات بيولوجية ولسنا بقوى خرافية هلامية رخوة, أنت ترين أن الحياة مزرية لأن مزاجك منخفض وتشعرين بالتعاسة ولك تجارب شخصية سيئة, لو كنت تشعرين بالسعادة سترين أن الحياة تستحق بكل بساطة, فلا يوجد شخص سعيد يقول أن الحياة مزرية وكان من الأفضل أن لا نولد, كلنا معرضون لهذا!

أستاذ جواد، هل تشجع الانجاب في جميع الحالات و الظروف؟

الأمر متروك للفرد, لا أمارس الوصاية على أحد. شخصيا لن أنجب مطلقا لأسباب تخصني وحدي ولن أعمم مشكلتي وعقدي بهذا الخصوص على البشرية.

يثيرني الفضول لأسألك عن معنى العدمية كما تتحدث عنها هنا

يرتبط مصطلح العدمية بالرفض وبالشك المتطرف بقيمة الشيء والمعنى من وجوده, وقد يطال هذا الرفض مختلف جوانب الحياة, وهي تختلف عن فكرة نسبية الأشياء أو الحقائق, فالعدمية ترى أن لا معنى ولا جوهر ولا هدف بالموضوع الذي تتطرق له.

يمكن القول أن هناك عدة أنماط من العدمية حسب الموضوع الذي يتم تناوله. مثلا يوجد مصطلح عدمية أخلاقية وهي الاعتقاد أنه لا وجود لحقائق أخلاقية, ويتم ربط العدمية الأخلاقية عند البعض بفلسفات نيتشه في حين ينفي البعض الآخر عن فلسفاته طابع العدمية ويربطها أكثر بالطابع النسبي. يوجد نمط العدمية المعرفية أي الاعتقاد أنه لا وجود للمعرفة وإن وُجدت فلا يمكن للإنسان الوصول إليها, وهو فكر يختلف عن الفلسفة الشكوكية كونه لا ينشد هدفا...

وأشهر نمط أغرق مواقع التواصل هو العدمية الوجودية موضوعنا هنا والذي يرى أصحابه أن لا قيمة للوجود, ولاهدف من الحياة, والآلام والمعاناة فارغة من المعاني.

ملاحظة: لا أعرف تقنيا كيفية الرد على كل جزء من ردك على حدة، لو تكرمت بتعليمي كيف أفعل لو سمحت.

مثل هذا، تضغطي على الفاصلتين المقلوبتين الموجودتين بمحرر النصوص فسيظهر خط عمودي مثل الذي بالاقتباس الذي اقتبسته من ردك، ثم تأخذي الجزء الذي ترغبين بالرد عليه نسخة وتلصقيها بردك بجانب الخط العمودي.

شكرا جزيلا أيها المجهول، جد ممتنة لمساعدتك.

يعتنق العديد من الأشخاص منهجية الـAnit-natalism، وهو المنهج الذي يتبنّى عدم الرغبة في الإتيان بطفلٍ جديدٍ إلى العالم، والحق يقال أن المسألة على الدوام يمكن أن يكون فيها الكثير من الجدل، حيث أن وجهتي النظر من زاويتين مختلفتين قد تكونا بشكلٍ ما على قدرٍ من الصحة، ولعل أفضل ما يقال في هذا الصدد هو الرد الشائع بأن العلاج الوحيد والحل الأوحد لانعدام احتمالية الشعور بالألم أو الكارثة، هو عدم إحضار هذا الاحتمال للحياة. ومن جهة أخرى، فإن وجهة النظر الغريزية أيضًا التي تتبنّى الأمر من الناحية الفيسيولوجية ليست ضعيفة، وإنما تنبئ بمعاناة كبيرة قد يتعرض لها معظم الأشخاص غير المؤهلين لقطع النسل -كما يدعى-. وعليه، فإنني أحبّذ أن يكون القرار شخصيًا، لا عقائديًا أو معمّمًا.

بالنسبة للجانب الغريزي، فلا أعتقد أنه يمثل مشكلة، فحتى في المجتمعات الأكثر بدائية، لهم طرقهم لمنع الحمل.

أهل تعتقد حقا أن القضية قضية آراء شخصية؟ لأن القرارات التي سنتخذها لا تتعلق بنا بقدر ما تتعلق بغيرنا؟

لا أعني بشخصنة القضية أنها قضية مجرد آراء شخصية يا صديقي، وإنما أعني أن القرار فيها لا بد أن يكون قرارًا شخصيًا، أي قرارًا فرديًا، حيث أننا لا يجب أن نعمّمه على الآخرين، فنرى مثلًا أن الآخر يجب أن يميل إلى الإنجاب، أو أنه يجب ألا ينجب طفلًا للعالم. القرار فردي فقط.

-1

عفوا! أنا لست صديق، أنا صديقة.

و أنا قصدت أنه عندما نود أن نختار بين الإنجاب و عدمه، فنختار الإنجاب مثلا، هنا أخذنا قرارا شخصيا، لكن هل سنستطيع تحمل عواقبه، طبعا لا، فنحن سيأتي يوما و نغمض أعيننا و نرحل للأبد و سنترك ورائنا أجيالا وراء أجيال تقاسي كل أهوال الدنيا.

إذن، إذ لم نكن قادرين على تحمل عواقب خيار ما، فإنه لا يعود خيارا متاحا لنا، و اختياره يعني ببساطة أننا نرتكب جرما.

سنترك ورائنا أجيالا وراء أجيال تقاسي كل أهوال الدنيا.

ماذا تقصدين بأهوال الدنيا ؟؟

ماذا تقصدين بأهوال الدنيا ؟؟

كل شيء من شأنه أن يسبب للإنسان ألما، سواء كان ألما جسديا أم نفسيا.

لماذا نظرتي للأمور بهذه السوداوية، لماذا افترضتي أن الرحلة ستكون شاقة، وإن الطفل لن يستمتع بحياته بعد ذلك.

وهل حياتنا فقط مقتصرة على الألم، ألا يوجد الراحة ألا يوجد الحزن مقترن بالفرح، والسعادة بالضيق؟

لماذا نظرتي للأمور بهذه السوداوية

فقط انظر إلى العالم، وقتها ستعلم أن السواد لا يوجد في نظرتي، إنما في العالم نفسه.

أنظر إلى كم المعاناة الموجودة، و اخبرني ان كنت تستطيع أن تحمي طفلا صغيرا منها.

حسنا هب أننا استأصلنا الشقاء، و استطعنا أن نوفر حياة كلها رخاء للطفل، أليس الوجود في حد ذاته ضرب من البؤس.

فكيف تقود إذن أحدهم دون إرادته إلى قلب المعاناة؟ و ما دمنا لا نستطيع استشارة الأطفال قبل أن يولدوا، إذن علينا ألا نجازف بإحضارهم.

وقفت امام ما كتبت، ونظرت إلى نفسي كأب، هل بالفعل هذه مشاعري؟ هل ظلمنا والدينا بأننا جئنا على هذه الدنيا؟ وهل ظلمنا أبناءنا أننا أوقعناهم في نفس المصير؟

اننا في الواقع نعمل ونبذل جهودنا لتحقيق الموازنة الأمينة بين مسؤولية الفرد ومسؤولية الجماعة والأمة. فليس هناك انسان بدون مسؤولية.

وحين يبتعد الانسان عن مسؤولياته الواقعية والتي خلقنا من أجلها، نتوهم أن لدينا الأعذار في ذلك. ولكن المعاناة في الحياة هي أساس لكي نخرج منها وقد قدمنا فيها ما يقربنا الى الله عزوجل.

اننا لسنا ضحايا لمن كان لهم الفضل علينا في هذه الدنيا وهكذا نحن مع أولادنا وهكذا تسير الحياة فلا يجب ان نخضعها لقياساتنا الداخلية او مزاجنا سواء كنا سعداء او تعساء فقراء او اغنياء راضين او ساخطين.

الانسان عليه ان يسعى وان يبعد الله والا يبتعد عن واجباته التي فطره الله عليها وبل تحملها الانسان كأمانة منذ أن خلق الله أبينا أدم عليه السلام وأمنا حواء عليها السلام.

ذكرتني بطريقة تفكير الشاعر أبي العلاء المعريّ عندما قال:

هذا جناه أبي عليّ وما جنيت على أحد

في الواقع أحيانًا أفكر مثلك. ليس في فكرة الشقاء في الولادة نفسها ولكن في فكرة التجهيزات لها وأن يعلم كل فرد طبيعة ما هو مقبل عليه. وأحيانًا أتضايق من استهتار البعض بمثل هذا القرار وهو الإنجاب.

لكن الحل ليس أن ندعو الناس للتوقف عن الإنجاب فهذا ليس منطقيًا ولن نحدث. أرى أن الحل لهذه المعضلة أن يعلم الناس أن حصولهم على طفل هو قرار وليس حدثًا عرضيًا. فمن قرر هذا القرار عليه تحمل مسؤوليته وضمان الكثير والكثير لصحة هذا الطفل القادم النفسية والجسدية والبيئية، هذا هو الفعل المضاد لما نراه من تقصير من الأهل تجاه أطفالهم وليس التوقف عن الإنجاب بالكلية فيمتلأ العالم بمن جاءوا فحسب.

في الواقع أنا لا ألوم أهلي على وجودي بشكل كليّ. ربما قد نلوم على وضع معين ولدنا فيه ولكن إن رأينا الأمر من وجهة نظر أخرى فهذا الوضع هو بمثابة تجربة بالنسبة لنا علينا خوضها ومحاولة الاستفادة قدر الإمكان.

 أما كان من الأفضل ألا نولد؟!

العدم مفهوم شيّق. أما كان من الأفضل ألا نولد؟ لن نعرف هذا أبدًا لم تكن لتكون موجودًا لتسأل هذا السؤال. لن تكون مرتاحًا أكثر أو أسعد في العدم لم تكن لتكون موجودًا قط.

الحياة ليس من المفترض أن تكون دائمًا سعيدة فالاتجاه ناحية الفناء كلما وجدنا من الحياة بعض المعاناة من الجبن في رأيي الشخصيّ وهو مجرد رأي يحتمل الصواب والخطأ بالطبع.

وهل يجب علينا ان نولد في الجنة حتى نرضى، الحياة بطبيعتها دار اختبار وحساب، وليست جنة كما يظن الجميع، لو فكر الجميع بنفس الطريقة لما ولد أي شخص على الإطلاق.

لكن ماذا لو عشت أفضل حياة على الإطلاق

عشت الحياة التي ترغب بها حقا، و هنا لا أتحدث عن المال فقط .

هل ستنظر للحياة بفس النظرة ؟؟

ثانيا : كوننا مسلمين الحياة جميلة جدا جدا و مرعب في نفس الوقت .

نؤمن بأننا و جدنا لسبب و هو عبادة الله، - قد يقول أحدهم نحن لانناقش في الدين لكن عذرا فالإسلام مترسخ في كل الأشياء التي نعملها و حتى عند دخول الحمام هناك تعاليم خاصة به -

و للتذكير قبل بضعة أيام كنت أفكر في الموضوع بعد ماقال أحد الجيران نحن فقراء لأن والدنا لم يعمل كذا و كذا .

لكن عندما فكرت في الأمر و جدت أنه طالما أنك تتنفس فلا عذر لك في تحقيق الحياة التي ترغبها .

و فضلنا على آبائنا باقى و إلى الأبد .

الأصل في الحياة هو الزواج، والنتيجة هي الإنجاب، الذين سيكون الأصل لهم هو الزواج والإنجاب، وهكذا دواليك،

دوما هناك في هذه الحياة متعة تستحق الخوض، فنجان قهوة صباحية، النجاة من المصيبة، الشكر لله على نعمه، لذة السعادة في امساك يد طفل صغير، السباحة في بحر هادئ، العمل والعرق والتعب والكد لإسعاد الأبناء، الشعور برضى الآباء.


أفكار

مجتمع لتبادل الأفكار والإلهام في مختلف المجالات. ناقش وشارك أفكار جديدة، حلول مبتكرة، والتفكير خارج الصندوق. شارك بمقترحاتك وأسئلتك، وتواصل مع مفكرين آخرين.

85.7 ألف متابع