السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في مساهمة سابقة لزميلتنا الغالية أسماء تحدثت عن انتقاء أسلوب التعامل مع المحيطين وكانت وجهة نظرها تتمثل في وجوب انتقاء أفضل الأساليب.

بالطبع يتحتم علينا الرقي بسلوكياتنا وأساليب تعاملاتنا مع الجميع والأقربون أولى بالمعروف.

ولكنني أود مناقشتكم في نقطتين: معنى الأسلوب المُنتقى وكيف أنتقي أسلوبي؟ ومن هو الصديق المقرب؟

انتقاء الأسلوب يعتمد في المقام الأول على التزام التهذيب وحسن الخلق وعدم التسبب في جرح الطرف الآخر أو أذيته نفسيًا بأي حال من الأحوال، وهذا ما يجب ان يتمتع به أسلوبي مع المقربين وغيرهم، حسن الخلق.

أما ما يتميز به تعاملي مع المقربين من وجهة نظري فهو الميل للصراحة والوضوح دون أن نخشى من ان يفهمنا الصديق المقرب بشكل خاطئ.

فلو أخذنا المثال الذي ذكرته أسماء في مساهمتها وهي صديقتها التي لا تتورع عن طلب ما ليس لها (أصبحت فتاة مشهورة هنا في حسوب بالمناسبة) فهذه لو كانت صديقتي أنا المقربة فسوف آخذ منها هذا الشيء الذي استحلّته لنفسها بسيف الحياء وسوف أعيده لصاحبته الأصلية، هكذا بدون كلام.

وهذا يقودني للشق الثاني من المساهمة:

من هو الصديق المقرب؟

في الواقع هذه الكلمة أعمق من أن تشرح، وعلى مدار سنوات عمري يمكنني القول أن لي صديقات مقربات يمكن عدهن على اصابع اليد الواحدة.

واحدة منهن فقط أتصرف معها بالشكل الذي ذكرتُه في مثالي السابق.

هذا لسبب واحد وهو أن هذه الصديقة (لا أطلق عليها اسم صديقة لأن هذا ظلم لها في الواقع) هذه ربما تكون الكائن الحي الأوحد الذي يعرف عني ما لا أعرفه أنا عن نفسي.

هذه هي التي يمكنني القول أن روحنا واحدة في جسدين أو دعيني أخبركِ بشكل أوضح:

لو غرست سكينًا في قلبي على مرأىً من عيني فسوف أكذب عينيّ.

هذه هي الصديقة التي قصدتها عندما أجبت على مساهمة أسماء ولم يتسع المجال للشرح ربما بل أردت أن أقول لها أنه طالما احتارت وسألت عن أنسب الطرق للنصيحة فهذه زميلة وليست صديقة.

أخبروني عن رأيكم في شِقّي الموضوع، تعاملاتكم وأسلوبكم كيف تحكمون عليها؟ ومن هو الصديق المقرب؟