من يملك الحقيقة المطلقة ؟ وأنا أقصد دينياً، لماذا تعتقد أن دينك هو الدين الصحيح ؟ دائماً هناك مدافعين متعصبين ومتطرفين أحياناً لدينهم وكأنهم أصحاب الجنة والباقين كلهم أصحاب النار، لمجرد أنك ولدت مثلاً في دولة مسلمة تظن أنك على دين الفطرة، أو ولدت في دولة مسيحية وتظن أنك منعم إليك من ربك إذ صيّرك إبناً لأبوين مسيحيين ، وكذلك على الديانات في شتى بقاع الأرض. أتمنى أن تتحفوني بالإجابات.
ماذا لو كنت إبناً لأبوين هندوسيين؟
انا لست هنا لإقناعك لكن لتوضيح بعض المفاهيم فقط.
الدين الاسلامي دين الحق و هذا لشعائره الواقعية فما من حدث اوشيء حرمه الله إلا و كان بسبب و ما من شيء أحله الله لفائدة منه تعود على الإنسان٫ و تظهر حقانية الدين في الإعجاز في القرآن فلا إختلاف في كلماته و لا معانيه و أحكامه ٫ و من بين الإعجاز الكبير للقرآن انطباق آياته لما يكشفه العلم من نظريات علمية؛ و الدين الاسلامي جاء مكملا للديانات القديمة لا معارضا لها يختلف فقط في الاحكام و الشريعة.
و كل أهل دين يدعون ان الحق معهم٫ و لكن الحق الذي لا جدال فيه هو في هذا الدين الذي ارتضاه الله لنا وقال تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ {آل عمران:85}، و إن اردت دروسا أكثر راجع محاضرات الدكتور أحمد ديدات.
لا يا أخي ليس اعتناقي للإسلام نابع من ولادتي عليه، وإن كان كذلك فها أنت قد ولدت مسلما وتطرح اليوم سؤالا لا يطرحه مسلم عنده يقين بالله ورسوله!
فها هو افتراضك قد تم ابطاله قبل أن أبدأ كلامي.
نأتي للنقطة الثانية من يملك الحقيقة المطلقة.
-ودعني اطرح عليك سؤالا هل هناك أي إنسان عاقل يصدق أن الله الذي خلق السماوات والأرض هو بقرة؟ أو أن الله الجبار العظيم الذي خلق البحار والجبال يتخذ من عباده ولدا؟
وهنا أذكر قول الله عز وجل
(لَوۡ أَرَدۡنَاۤ أَن نَّتَّخِذَ لَهۡوࣰا لَّٱتَّخَذۡنَـٰهُ مِن لَّدُنَّاۤ إِن كُنَّا فَـٰعِلِینَ)
[سورة الأنبياء 17]
واللهو هنا معناه الزوجة.
*ذكرت المسيحية والهندوسية وها انا قد ذكرت لك ادلة عقلية بحتة عن عدم قبول العقل السليم لتلك الأديان الباطلة.
ثانيا، الاشكالية عندك أن طالما هناك شخص آخر يعبد إلها آخر فهذا يعني أنه يحسب أنه على حق وأنا أحسب أنا أيضا أني على حق؛ إذا لا يوجد حقيقة مطلقة
فمن قال لك بالأساس أن معرفة الإنسان بالحق يقتضي اتباعه!
فإذا نظرت لمن يشرب السجائر اليوم ستجد أن معظمهم يشربونها وهم يدركون كل الإدراك آثارها السلبية على صحتهم ومع ذلك يستمرون في شريها وكأن شيئا لم يكن.
الخلاصة: أنه ليس معنى أن فلان على الهندوسية لا يعني ذلك أنه مقتنع بذلك أشد الاقتناع، وانما يعني ذلك أمرين إما أنه جاهل وهنا يأتي دور دعاة الإسلام ليزيل عنه حجاب الغفلة والجهل، ونوع ثاني حاسد أو مكابر ويرفض الإذعان للحق ويصر في اتخاذ الباطل دينا له
فلذلك هناك المئات يوميا يسلمون نتيجة أنهم عرفوا الحق وآخرون يرفضون الإذعان للحق لا لأنهم غير مقتنعين بأنه حق وإنما مكابرة منهم.
والدليل الأكبر هو إبليس كان يعلم الله حق العلم ومع ذلك كفر به
الموضوع قديم ولا يحتاج إلى التفكير في أي إجابة جديدة.
العبرة في سلامة الرسالة وموصلها. ولك أن تنظر مثلا في حال من وُلدوا لأبوين هندوسيين وأسلموا أو تنصروا. أو انظر في أعداد المسلمين المتزايدة كل سنة، خاصة ممن ولدوا لعائلات مسيحية أو يهودية عريقة.
الدين ليس كالبوفيه، تختار منه ما يناسب. وكذلك أمر الجنة والنار. على الشخص أن ينظر في سلامة الرسالة (تواترها حتى وصلت إلينا) وموصلها (من أوصلها لنا وما بلغنا عنه بتواتر). ولن تجد من بين الأديان ما يُريح اتباعه إلا الإسلام.
أنصحك بمتابعة سلسلة "الأديان الوضعية" لقناة "الدعوة الإسلامية" فهي محاضرات مفصلة عن الأديان، وقبلها مقاطع عن مجال مقارنة الأديان.
التعليقات