ندعي اننا نعشق الغموض لكننا ننرعب عند مواجهة ضباب ...
نادراً ما نصادف الضباب في بعض الصباحات القلائل لشتائنا القصير ...
أرتعد جسدي حين شعرت ان طبقة البياض التي امامي تلك تحجب عني رؤية كل ما هو حولي ! ...حتى ان كان الموت يجابهني لا يفصله عني سوى خطوتين او ربما اقل، لكنت لم أره !
كيف للضرير ان يثق بأحد ؟!
ربما بعض البشر ضباباً ، و بعضهم الاخر ... هو الشر القابع وراء الضباب !
شعرت و كأن شيئاً يخترق قلبي و يرجه ، ما بين خوفٍ و استغراب كنت اترنح امام مجهولية الضباب ...
سبحان الله ، تلك هي الكلمة التي زادت قلبي رهبة ... رهبة من عظمة الله !!
ذلك الرب العظيم الذي خلق كل تلك التفاصيل الدقيقة و الغريبة ... يسمعني ؟ يراني ؟ يؤانسني ؟ يحبني ؟!
انا التقي بهذا الرب الجبار كل يوم ؟ خمس مرات ؟!
ماذا لو كان الطقس ضبابيٌ دوماً و لا يتغير ؟!
أستكون حياتنا كما هي الان ؟!
أنستطيع جميعاً السير و التقدم دون العلم بما سيواجهنا بعد خطوة او اثنين ؟!
أنستطيع السير بحرية و شجاعة كما نحن الان ؟!
ام اننا فعلا نعايش طقس ضبابي من نوع اخر ؟!
فعلاً نسير و نتقدم دون العلم بما يكيد لنا بعد خطوة او اثنين ؟!
في الواقع ، نحن نجابه الضباب كل يوم ،كل دقيقة ، كل ثانية ... على هيئة أشخاص ... يتمثلون لنا كأعداء ، أو حتى ... احباب !
لا نستطيع ان ننكر اننا بالفعل مخلوقات ضبابية ! انا و أنتَ و أنتِ و هم ... نحن جميعاً كتل ضباب تعايش بعضها البعض ... مليئين بالأسرار و الغموض ، لا يستطيع واحدنا حزر الاخر ... لن يحزرنا الا الذي خلق الضباب و خلقنا ! ... اللَّه.
برأيك ، كيف ستكون حياتك انت ان كان طقسها ضبابياً دوماً ؟! كيف ستتوخى الحذر ؟! كيف ستحب و تكره و انت لا ترى سوى البياض و بعض الخيالات الغير واضحة ؟!
و هل تعتقد ان الحياة بالفعل ضبابية كما ذكرت سابقاً ؟! هل تعتقد ان كل ما هو حولك هو بالفعل ضبابي ؟!
فكر و اخبرني بأول اجراء ستتخذه ان استيقظت على خبر تحول الطقس الى ضبابياً دائم ؟!