يفرط الانسان بنفسه حين يختزل ذاته بالاشياء العابرة كالصدمات العابرة المواقف، الأشخاص وحتى الفرص العابرة ....

كلنا نقف بمكاننا ناظرين للسماء مثبتين أقدامنا بالارض ممتلئين بالخوف، مزدحمين بالأفكار .. ولكننا ننظر للأعلى فحسب .. لا نفعل شئ سوى النظر،، نشبه أولئك السابقين الذين انتظروا أن ينزل لهم حبل النجاة لإنتشالهم !

نحن نجهل أجنحتنا ... التي وللأسف أنهكها غبار النسيان .. نسياننا نحن لها .. هكذا يفرط المرء بذاته،

تحديداً عندما يجهل نفسه .... كثر هم الذين وقفوا بهذا المكان ونظروا ذات النظره للأعلى ولكن وبالتأكيد لم تكن العاقبة واحدة ... فكلاً لقي ما يستحق ،، أو ما رأى أنهُ يستحقه بحق ....

كم كان ظني خاطئ عندما ظننت أن الحياة مخادعة ... كان ذلك أول تصور خاطئ تصورته عن الحياة ..

كم نبدو سُذج حين نحكم على الدنيا أو تحديداً على الأقدار بمعاييرنا نحن ومن منظورنا نحن، الذي يقتصر على زاويا محددة، هذا وإن لم تكن زاوية واحدة فقط ....

الحياة مرآة لنا ... كلاً منا حياته مرآة لهُ ولتصوراته، رغم انغماسنا بكل التفاصيل، ولكن نجد باطن انفسنا المجهولة بانعكاسها ..

ولا أقصد بهذا الأحداث التي تقع على كاهل الإنسان ...

انا أعلم جيداً تأثير الأيام القاسية ... وأعلم اللحظات التي نظنها النهاية ... وكم يكون الانسان ضعيفاً وهشاً في بعض الأحيان أو غالبها ... رغم أنهُ يدرك إدراكاً صادقاً انه لا يستحق كل ذلك ...

لسنا مثالين ولا الحياة مثالية .. لسنا كاملين ولا الحياة كذلك، إنما السر يكمن بالرضا فهو الذي يجعل من النقص كمال ...

علينا أن نعدل إعوجاج أنفسنا دوماً أن نصحح إختياراتنا .. ان الخطأ ليس المشكلة التي تؤثر علينا ،،

المشكلة تكمن بإن نجد للخطأ عذراً من العدم لنبرره وبنهاية المطاف نتهم الحياة بأنها ضدنا، وللأسف نعيش وكأننا مرغمين بداخل هذا الوهم الذي يظللنا لسنوات طوال ..

ليس دائماً الخلل من الخارج أو ممن حولنا ..

البحث المتواصل عن الخلل بالخارج فقط، يُعيدنا لتلك الخطيئة الا وهي نسيان أنفسنا وبالتالي بكل بساطة جهلها والتفريط بها .

  • Raja'a