كتب نيتشه إلى صديقه ديوسن: "دعنا نحاول، كلٌ في مكانه، كلٌ بطريقته، أن نتنفس ونعوّد أنفسنا على العيش مؤقتاً في محيط مناهض"
حتى تخفّ العاصفة.
لطالما يؤسرني استخدام الـ "نا" بين الأصدقاء، حتى أنني اعتدت التقاطها من بين الأحاديث الطويلة بين الأصدقاء، قد يلفت انتباهي استخدام واحد منهم الـ"نا" في حديثه، ومنها أعرف ما عليه العلاقة بين أي مجموعة.
بالمناسبة الخاطرة تستدعي مشاعر وعواطف جمة، وذكرتني بإحدى الاقتباسات المفضلة بالنسبة ليّ: " كنا نرتجف، لكننا نضحك من أعماق قلبينا" كانت خلفية لإحدى المشاهد بين الأصدقاء في رواية عقل بلا جسد للراحل أحمد خالد توفيق.
انا ايضاً يأسرني، سمعت صديقتي على الهاتف تقول لوالدتها متى سنأخذ الدواء؟ والدواء لوالدتها وليس لها :))
تلك الخاطرة وضعناها منذ فترة طويلة في وصف مجموعة الواتساب لصديقاتي المقربات .
الجميل حقاً بين كلامكِ وكلام ندى أن الأمر يأتي غير مخطط له في الواقع، دمج الشخص لحديثه في الآخر يأتي باطنياً على انه يجد به شيئاً مساوياً وانعكاساً تاماً غير عالياً أو صغيراً في سِره، ولطالما كان الأمر صعب الحدوث بين الكثيرين، حتى بين الأصدقاء قد تكون هناك بعض التفاصيل الخفية في نفوس البعض لا تظهر لنا.
لكن عند تسرب اللفظ الجماعي، التحدث بـ"نا" المتكلمين فأنت تأخذ كلام الشخص الآخر على عاتقك بمحبة كأنه كلامك، تأخذ سريرته وتفاصيله على أنها أنت دون أي حواجز.
ذكرني هذا بالمحبة الوارفة التي من الممكن أن تنتقل بتشكيلات اللغة، كأن يكون لنا أشخاص مقربين من مناطق مختلفة بالتالي تكون هناك لهجات أُخرى وفجأة ترين نفسك تتحدثين مثلهم بلهجتهم دون وعياً منكِ وهذا يُشيع المحبة في اللغة والانعكاس الجميل لطيف حضور الآخر فينا.
التعليقات