من الراسب في امتحان الكورونا ؟

الراسب هو من عرض نفسه وحياته للخطر وأثر ذلك على أحد أفراد عائلته سواء بالإصابة أو بالموت، بالتأكيد لا خسارة أو رسوب تُعادل هذه النقطة !

والدرس المستفاد هو ان اتقان مجال عمل واحد لا يكفي، بل يجب تعدد المهارات والإلمام بعدة مجالات عمل، وذلك حتى اذا تأثر سوق العمل في مجال بالسلب، يستطع الإنسان إيجاد البديل لنفسه، ومن لم يستغل هذه الفترة في تطوير نفسه ومهاراته أعتقد أنه سيتعثر كثيرًا حتى يجد لنفسه مكان في سوق العمل بعد الأزمة !

الراسب الذي لم يأخذ العبرة من البلاء،

الراسب هو الذي يرى ما يحدث فلا يقلع عن المعاصي،

الراسب الذي لم يتب وما زال يطمع أن حياته طويلة،

الراسب الذي لا يؤمن أن الله على كل شيء قدير،

الراسب الذي لا يصدق هذه:

{قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [التوبة : 51]

الراسب الذي لم يفعل هذا {وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون : 76]

الراسب الذي يوالي الصين أو الغرب.

الراسب الذي لم يتبع الأوامر الربانية، بأنْ يكفي المسلمين شره ولا ينشر المرض بينهم. (وأكبر راسب الدويلات التي منذ بدأ المرض بدأت تجلب "المواطنين" من الدول المصابة، ولا أرى نية غير نية نشره).

الراسب الذي لم يتخذ هذا المرض فرصة ليتصدق بماله وعلمه وجاهه...

الراسب له صفات كثيرة، لكن الامتحان لم ينته بعد وباب التوبة والعودة (دينيا ودنيويا من طلب الرزق وغيره...) ما زال مفتوحا فاغتنم الفرصة واستغل اللحظة الأخيرة لعلك تنجو.

والحمد لله وحده.

رابط القراءة والتفسير والتلاوة:

رابط القراءة والتفسير والتلاوة:

أختلف معك في الأمر

ففي رأيي ليس من حقنا تصنيف الناس كفاشل وناجح بناءً على تجربة لم تكن بالحسبان وأقصد هنا تجربة لم يكن لها أي مؤشرات بالفعل لظهورها كوباء عالمي إلا من أشهر قليلة فقط، فالإنسان حتى وإن كان حذراً بطبعه ويغطي جميع الظروف إلا أنه يبقى يعيش يوميه بشكل كامل مع التفكير بأبسط الامور المحتمل أن تحدث غداً بهذا الفارق الشاسع الكبير.

عادةً ما تأتي الكوارث بشكل تدريجي وشبه متوقع لكن منذ أن غزى هذا المرض العالم لم يكن للأفراد سوى عدم التصديق والاستمرار في العيش لأن هذه طبيعتهم ومع زيادة الخطر ونسبة الوفيات في العالم اقتنعوا بشكل تدريجي بضرورة الحذر والتصديق.

كيف نستطيع أن نقول شخص يعيش في المنزل في دولة موبوئة بالمرض ولا يستطيع التنقل ويعيش في جو من الخوف، أن نأتي ونقول له تعلم لغة جديدة؟! أو تعلم مهارة جديدة؟!

ربما هذا منطقي وجميل لاستمرار الوقت وعدم الالتفات والتركيز بالمرض على أنه تلك المعضلة الكارثية لكن بالتأكيد لا يمكننا أن نطلق أحكام جاهزة بالفشل أو بالنجاح على استغلال وقته أو عدمه!

هذه كلها خيارات شخصية، فالطريقة المثلى في امضاء الوقت تختلف من شخص لأخر، المثقف يحب امضاء وقته بالقراءة والاستفادة قدر الامكان، والطموح يتعلم مهارة جديدة مثلاً، لكن ماذا اذا شعر المثقف بالضغط من القراءة ولم يرد أن يقرأ ولعب ألعاب الفيديو وشاهد المسلسلات! هل يمكننا أن نقول عنه فاشلاً؟

أتفق مع جزئية بسيطة وهي أنها فرصة لتحسين العلاقات الأسرية وأنها طريقة مهمة للدول للتعامل مع الأزمات وللأفراد كذلك، لكن مجدداً هي ليست مقياس لاطلاق الأحكام بالفشل أو النجاح.

اعتقد أن الرسوب أمر نسبي، وشخصي فوق أنه نسبي، فالشخص لنفسه هو الوحيد الذي يقرر ماذا خسر وماذا كسب، فالذي نسعى له ليس لابد للجميع أن يسعى له، أنت الخاسر والرابح في مضمارك ليس إلا