في هذا الكون الواسع، وعلى كوكب الأرض تحديدًا، يولد البشر بألوان وأشكال مختلفة، ولغات متنوعة، وديانات وثقافات متباينة. والإنسان بطبعه كائن اجتماعي لا يستطيع العيش في عزلة منفردة، إذ تفرض عليه متطلبات الحياة أن يختلط بالآخرين، فيبني مجتمعًا قائمًا على التفاعل والتكامل.
ولذا، فإن تقبل هذا التنوع والتعايش معه بسلام هو ضرورة ملحة. فلا ينبغي أن نسمح للاختلافات الفردية أن تتحول إلى أسباب للعداء والكراهية، فتولد العنصرية والطائفية، وتتسب بأراقة دماء الأبرياء وتزرع الظلم والتفرقة. بدلاً من ذلك، علينا أن نركز على جوهر الإنسانية المشتركة التي تجمعنا، وأن نبني علاقاتنا على أساس أننا جميعًا بشر، نعيش في هذه الأرض الواحدة.
لقد كان رسولنا الكريم صـﷺــلّى الله عليه وآله وسلّم مثالاً حيًا في هذا المعنى السامي، إذ آخا بين المهاجرين والأنصار، وعقد صلحًا مع اليهود والديانات الأخرى، وأوصى بالجار، مؤكدًا أن الرحمة والتسامح هما لبنة بناء المجتمعات السليمة.
فلنستلهم من هذا المثال العظيم، ونجعل من التسامح والتقبل لغة حياتنا، ومن الإنسانية مبدأً نسير عليه .
التعليقات