هل شعرتم يوماً أنكم تقرأون أمراً وتعيدون قراءته مراراً دون أن تصل الفكرة إلى عقولكم؟

هذا ما حدث معي تماماً حين قرأتُ نصيحة تقول بأنّ الأثرياء ينصحون الشخص الذي يرغب بادخار المال، بالتفكير في الاستثمار في أسواق الأسهم أو في المؤسسات الناشئة التي تحتاج لتمويل لأنّ ذلك سبباً للثروة.

حتى هنا بدا الأمر طبيعياً حتى قرأتُ مقالاً منشوراً في موقع لوزارة المالية الإماراتية يبيّن الفرق بين الادخار والاستثمار، فوفق المقال يكون الادخار بمراكمة مبلغ من المال في خزينة آمنة لاستخدامه بعد بضع سنوات، بينما يعني الاستثمار الاستفادة من الأموال المدّخرة لبناء ثروة خلال فترة زمينة أطول.

لأتساءل مع نفسي إنْ كان الادخار وسيلة لمراكمة المال، والاستثمار وسيلة لإدخار المال؟ فهل يعني ذلك أنّ غاية الاستثمار هي الادخار؟

وما زاد تعقيد الأمر لدي مقارنة منشورة مبين فيها بأنّ هدف الادخار هو توفير مخصص للطوارئ أو لتغطية نفقات متوقعة مستقبلاً، في حين يكون هدف الاستثمار بزيادة الثروة والتركيز على أهداف مستقبلية.

لأعود من جديد أتسائل كيف يكون هدف الادخار توفير مخصص للطوارئ أو للنفقات المتوقعة؟ ألا يتعارض ذلك مع فكرة أنّ الادخار وسيلة لمراكمة المال لاستخدامه بعد سنوات؟ وهل نقوم بالاستثمار لندخر الأموال حتى ننفقها في الحالات الطارئة أم ندخرها حتى نبني ثروة؟

حينها تذكرت القانون الأول الذي استخدمه جورج صامويل في كتابه (أغنى رجل في بابل) والذي ناقشت سابقاً القانون الخامس من الكتاب..

أشار كلاسون بأنّ القانون الأول للمال أنه يأتي بسهولة وبكميات متزايدة لأي إنسان يقوم بادخار ما لا يقل عن عُشر إيراداته لإنشاء ممتلكات لمستقبله ومستقبل عائلته.

حينها كانت الطامة في استيعابي.

هل الادخار يكون لأجل الاستثمار المستقبلي، أم أنّ الاستثمار يكون لأجل الادخار؟؟

هل يمكن لأحد أن يشرح هذه المتناقضات لي؟