هل تأييد هذا المفهوم عندما يصبح الطرف الاخر يستهزء بك ولا يعطيك قيمتك التي كان يفعل؟
وهل تعتقد ان الابتعاد لاشهر والاختفاء عن نظره يفيد؟
يوجد أمثال كثيرة تصب في نفس المغزى مثل الممنوع مرغوب مثلاً والتي أراها تمثل وجهاً آخر لهذه الحالة التي لا أستطيع أن أنفيها، يقول الكاتب يوسف إدريس في كتابه قاع المدينة:
“إن الإنسان لا يعرف قيمة الشئ إلا إذا فقده. طالما هو معه فهو معتاد عليه بل قد يكون ضيقا به،ولكنه ما يكاد يضيع حتى يحس الإنسان وكأنه جدارا في نفسه قد انهار،وتبدأ حينئذ قيمة الشئ الحقيقية تأخذ مكانها في نظره.”
في الجانب الآخر توجد مقولة أخرى تختلف وتعارض مبدأ تأثير البعد والفراق في تقدير قيمة الأشياء والأشخاص، وهي "البعيد عن العين، بعيد عن القلب"، وأختلف مع هذه المقولة منذ زمن لأنني أرى أن البعد عن العين هو ما أنتج لنا واحدة من أعمق وأقوى المشاعر الإنسانية ألا وهي الشوق، ويمتاز الشوق بطمعه وولعه بالاستحواذ على القلب كله، فما الذي يجعل العين واعتياد النظر باباً وحيداً للقلب.. من قال أن القلب يعمل هكذا أصلاً؟
وأنت ما رأيك في المقولة .. هل البعيد عن العين فعلاً بعيد عن القلب ؟
هذا صحيح جداً وعندنا في مصر نقول: ابعد حبة تزيد محبة. و يقول ابو تمام أيضاً:
وطول مقام المرء في الحي..... مخلق لديباجتيه فاغترب تتجدد
ألم ترأن الشمس زيدت محبة ......إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد؟!
فلو الشمس أظلتنا كل يوم وليلة في الأربع وعشرين ساعة ولا تاء هنالك بل كله صيف لمللناها وما اشتقنا إليها كما نشتاق في فصل الشتاء!
أعتقد أن انتظار شخص يستهزء بك ليعطيك قيمة هو قمة المأساة. مهما كان هذا الشخص ومهما كانت علاقتي به حتى لو علاقة مفروضة علي، هو لايحترمني كيف أفكر من الأساس في حل له، هل بذلك اعلمه قيمتي؟ من يحبني سيعرفها حقاً، إن كان لايعرفها ويستمر في أفعاله السيئة عني، فالقطيعة واجب، حسناً ماذا إن كانت علاقة مفروضة علي؟ إذاً فالمعاملة بالحسنى ولكن حياتك في جمب بعيد عن هذا الشخص بكل تفاصيلها، حلوها ومرها. النفس باقية وتعزيزها الأهم.
التعليقات