لو كان بيدك الخيار ، فهل تنجب ؟

برأيي هذه أراء شخصية، وتجارب الشخص نفسه بحياته يكون لها تأثير كبير على قراره بالرغبة أو الرفض، يعني ألاحظ أن أغلب مؤيدي اللاإنجابية يكونوا قد تعرضوا لطفولة قاسية أو ظروف قهرية وواجهوا صعوبات بحياتهم تجعلهم يشفقون على ما هو آت، وبالواقع الحياة لا تسير وفقا لقواعدنا، فقد يكون مستقبل أولادنا أفضل منا، ودورنا أن نؤهلهم للحياة ونضمن لهم قدر استطاعتنا حياة أفضل.

لست مع  اللاإنجابية، ولكن أنا مع التفكير المسبق لهذه الخطوة، اقصد هنا الأزواج الذين لا يمتلكون مقومات الحياة، على الأقل أن يمتلك  الحد الأدنى من المقومات للحياة الكريمة، أي لابد من توفير وضع مادي يسمح لهم بالانجاب.

فقبل فترة لفت انتباهي ذهاب عائلة مكونة من 9 أفراد ذهبوا لساحة في منتصف المدينة ليطالبوا بالحياة الكريمة، أتفهم مطالبهم وأتضامن معهم، ولكن لماذا كل هذا العدد؟ لماذا يعرضوا أبنائهم لهذه الحياة السوداوية؟ ولا سيما بأن العائلة قبل أن تنجب هذا العدد كانت فقيرة.

أعلم بأنه لا ضمانات لاستمرار حياتنا بالشكل المطلوب والذي نرتأيه، ولكن على الاقل أؤمن بأن امتلاك مقومات الحياة الكريمة يعني أننا في افضل حالا. ببسطة أنا مع التفكير المسبق قبل انجاب عدد هائل من الأطفال، ولماذا لا نلجأ إلى مسألة تنظيم النسل؟

حتى اللحظة الحالية، لا أعتبر نفسي ممن يرغبون في الإنجاب. لكنّني في المقابل لا أرغب في تحليل الموقف من وجهة نظرٍ فلسفيّة عامة. قراري ببساطة نابع من أني كفرد لا أتعامل مع نفسي بالسهولة الكافية، سواء على الصعيد السيكولوجي أو الصعيد الاقتصادي، وبالتالي لا أرى أن الفكرة تمثّل تجربة جمعية بقدر ما تمثّل تجربة فرديّة. من هنا، وانطلاقًا من هذه النقطة بالتحديد، لا أستطيع أن أعتبر نفسي لا إنجابي أو Anti-natalist، وإنما تمثّل المسألة وجهة نظر للفرد عن نفسه، لا مذهب اجتماعي كما يرى الكثيرون.

فهمت ما تعنيه بالنسبة لك مسألة الإنجاب والمصيرية المرتبطة بها. إن اتخاذ قرار بشأن الإنجاب يعد قرارًا شخصيًا ومعقدًا يتأثر بمجموعة متنوعة من العوامل. يجب أن تأخذ في الاعتبار العوامل الخاصة بك مثل الحالة الصحية والاقتصادية والاجتماعية والعاطفية والقيمية.

بالنسبة للفوائد الاجتماعية للإنجاب، فإن المجتمع يعتمد على وجود الأسر والأطفال لضمان استمراره. لذلك، يمكن أن يُعتبر الإنجاب جزءًا من السنن الطبيعية ويحظى بتقدير اجتماعي.

مع ذلك، فإنه من المهم أيضًا أن تأخذ بعين الاعتبار الاستدامة العالمية والمسؤولية البيئية. فعلى الرغم من أن الإنجاب هو حق شخصي، إلا أنه من المهم أيضًا أن نفكر في الأثر البيئي والاقتصادي لعدد الأطفال التي ننجبهم.

إذا كنت تحتار في اتخاذ قرار بشأن الإنجاب، فقد تكون البدائل الأخرى مثل الكفالة أو رعاية الأطفال أو العمل مع الأطفال في الأعمال الاجتماعية أو التعليم الطوعي. يمكن لهذه البدائل أن تمنحك الشعور بتحقيق الأهداف الاجتماعية والعواطفية دون الحاجة إلى الإنجاب البيولوجي.

في النهاية، يجب أن تأخذ قرارًا يتوافق مع قيمك الشخصية والتحديات والطموحات الخاصة بك. قد تكون استشارة خبير أو مشورة طبية مفيدة في هذا الصدد.