لا يخفى علينا جميعًا الأزمة التي تعرّضت لها منتجات صحافية، كالجرائد والمجلّات، بسبب الإنترنت. بالإضافة إلى ذلك، فإن العديد من المعايير ذات الصلة بهذا المجال قد تغيّرت تمامًا.
في رأيكم، أتقلّص دور الصحافة في زمن الإنترنت أم أننا فقط أمام أساليب جديدة منها؟
هو فعلا تحدي كبير تواجهه الصحافة ودور النشر حول العالم ولكن قد يكون هذه اشارة انه حان الوقت للتحول الى طرق واساليم جديدا فعالة التعمد التقنية والتطور الحديث المواكب مع العصر.
وان كان رأي الشخصي انني مازلت افضل قراءة الجرائد والمجلات والكتب المطبوعة.
كما قلت حضرتك، هناك فئة ما زالت على موقفها من الجرائد والمجلات الدورية، وأتفق بخصوص تغيير أسلوب العمل، فمثلًا من المواقع الإخبارية المتصدرة هنا في مصر اليوم السابع هو موقع لجريدة، ويمتلك حسابًا على فسيبوك وأكيد باقي المنصات.
فلو أن كافة الجرائد اهتمت بمواقعها الإخبارية لتتصدر عناوين الأخبار بالتوازي مع الإصدارات المطبوعة فهذا هو المطلوب: محاكاة كافة صور التقدم والتطور بكل أشكالها.
أتقلّص دور الصحافة في زمن الإنترنت أم أننا فقط أمام أساليب جديدة منها؟
بل أرى أن الإنترنت فتح أبوابًا أكثر أمام الصحافة، فصارت المواقع ترسل موظفيها لنقل أخبار لا تتخطى كونها ترند، وتهتم بإجراء حوارات صحفية مع الشخص وأسرته وأصدقائه كسبق صحفي.
اتفق معك اخت فاطمة واتمنى لجميع دور النشر ان ترى في الانترنت وباقي وسائل التواصل الاجتماعي الفرصة الذهبية التي يجب اغتنامها لتغير من نمطها وتنطلق الى المستقبل.
الحقيقة هي نعم. لقد تقلص دور الصحافة المطبوعة كثيراً؛ فلم أعد أرى أحداً يُمسك بمجلة أو جريدة ويقرأها كما في الماضي. ولكن الصحافة هي هي من حيث قوتها ولكن كما قلت أنت تغيرت أساليبها لتواكب العصر الرقمي. ولكن هناك جانب سلبي أراه في كل ذلك وهو عدم التزام الدقة فيما يُنشر. فالكسل - برأيي- هو رفيق درب الصحافة الإلكترونية. عدم التحقق من الأخبار وسهولة الفبركة وسهلوة اختراق مواقع الصحف ونشر أخبار كاذبة عليها قد يثير بلبلة و عدم موثوقية لدينا في الصحف الإلكترونية وهذا ما نفتقده في الواقع.
أنت َ هنا تخصّ الصحافة المطبوعة بالحديث يا صديقي. وبالتالي لا يمكننا العمل على اكتشاف النموذج الصحفي المعاصر واختلافه. فالتحول من الصحافة المطبوعة إلى الصحافة الرقميّة يعني تغيّر الأسلوب. فهل ترى أن الأسلوب في الصحافة الرقميّة تختلف معايير وواقعه وأساسياته عن الصحافة الورقيّة والمطبوعة؟
برأيي أن الصحافة كسلطة The Press هي كما هي فهي السطلة الرابعة كما يقولون أم الصحافة كمهنة Journalism فهي التي تأثرت قي أساليب عملها؛ ولا يخفى علينا دور الإنترنت و أساليب التحقق من الخبر وكيف أن كل واحد منا الآن أصبح بإمكانه أن يبث أخباراً تتداولها محطات الأخبار العالمية فيما كان مقصوراً بالأمس على المراسلين مثلاً...
حقيقي بالتأكيد. لكن هذا ليس ما أرمي إليه. أنا أعني بهذا النقاش فكرة تغيّر أساسيات الصحافة نفسها، لا الأساليب والقنوات والأدوات التقنيّة والمتطلّبات وخلافه. أعني التغيّر الذي حدث من أولوية الأسبقيّة إلى الخبر وتحوّله إلى أولويّة تحقيق المشاهدات والقراءات، حتى وإن لم يكن في الموضوع بؤرة اهتمام جديدة. فهل ترين أن هذا حقيقي فعلًا؟ وأن صحافة التريند قد غيّرت الغرض الأساسي من مهنة الصحافي؟
في رأيكم، أتقلّص دور الصحافة في زمن الإنترنت أم أننا فقط أمام أساليب جديدة منها؟
لن يتقلص دور الصحافة اليوم أو حتى غذا، مادام هي وجدت من الأساس لتنوير الرأي العام وخدمة للجمهور، لكن ارى العكس صراحة، زاد دور هذه الصحافة أكثر وأكثر وتعقد مع الانتشار الأخبار الكاذبة وغير الصحيحة فأصبح الزامي عليها ان تدقق في هذه المعلومات وتنور الرأي العام بشأنها، لذلك مسؤوليتها ارتفعت مقارنة بسنوات الماضية.
أما من ناحية الأساليب، فنحن حقا امام أشكال مختلفة ومتنوعة لنشر المعلومة، اليوم اصبح لصحافة ان تنشر معلوماتها ليس من خلال الصوت والصورة فقط، وانما عبر البيانات الرسومية المصورة، عهد جديد اصبحت تتجه اليه الصحافة في توظيفه لانتاج أخبارها، ما يسمى بالانفوجرافيك، واراه أسلوب ممتاز جدا في شرح المعلومات والأخبار بطريقة بصرية ممتعة للمتلقي.
لكن دعيني أوضح ملحوظة يا عفيفة. دور الصحافي في فترة من الفترات كان الحصول على الخبر والأسبقية في إعلانه لفترة طويلة من الوقت. الآن الأمر اختلف. لقد أصبح هوس الصحافيين بالتريندات والشهرة أكثر اتساعا لأنها هي الأقدر على التمويل. ألا ترين أن ذلك يقلص دور الصحافة الذي عهدناه؟
ربما ذلك موجود بحق، ولكن يا علي لا يمكن التعميم بتاتا، احتكاكي مع بعض الصحفيين يثبت عكس ما تقوله، الى اليوم هناك فئة من الصحفيين المهوسيين بهذا المجال، لدرجة انهم يعملون ليلا نهارا من اجل الحصول على المعلومة، ما يعانين الصحفيين الحقيقين هم الذي ينزلون الى الميدان اما عن الذين ينشطون وراء هواتفهم، لا يكن تسميتهم صحفيين بالمرة.
التعليقات