الاستمراريّة في العمل لفترات طويلة تتسبّب في الكثير من السقطات. منها ما يسبّبه الملل، ومنها ما يسبّبه الاعتياد وانخفاض مستوى الشغف. بالنسبة إلى كلٍّ منكم في شتّى المجالات، كيف تكسرون روتين العمل؟
كيف تكسرون روتين العمل؟
كنت أتصفح مجتمع مخصص للمدونين وأصحاب المواقع بالأمس، كان أحدهم يشكو من وجود حاجز نفسي يصده عن متابعة عمله على المدونة والتي هي مصدر رزقه حاليًا، نصحته بإجازة فقال أنه قضى رمضان كاملًا وفترة العيد في إجازة، فنصحته بمراجعة مؤشرات جسمه الحيوية ليستبعد نقص العناصر وخلافه.
لكن لم يأتِ ببالي أن يكون الروتين هو السبب، ولكن لكسر الروتين من الممكن تجربة تعلم نوع جديد من المشاريع والتدرب عليه وتنفيذه، ومن الممكن كذلك استبدال بيئة العمل، مثلًا العمل من خلال مساحات العمل المشتركة والمجهزة خصيصًا لذلك، أو حتى العمل من مكان عام كحديقة أو شاطئ إن كان متوافرًا في مدينتك.
يمكن لبعض الاستجمام كذلك أن يكسر الروتين ويعيد الشغف.
من المهم كذلك مراجعة قائمة الأهداف والدوافع الشخصية لخوض هذا المجال، وتقييم نسبة الإنجاز فيه لحد الآن، والبحث عن مواطن القصور ووضع حلول عملية.
ربما يفيد كذلك التواجد في مجتمعات خاصة بمجال عملنا، مثلًا تواجدي هنا في حسوب يحمسني للعمل، عندما أقرأ عن إنجازات الأصدقاء ومخططاتهم للعمل.
النقطة الأخيرة قد لا تناسب الجميع، وهي أنني أحيانًا أرفع الراية البيضاء وأستسلم قليلًا، وأعطي لنفسي الحق في فعل لا شيء، لكن هذا يجدي نفعًا إذا فعلت هذا بوعي وإدراك، أي أنني أقول لنفسي: حسنًا لا تريدين فعل شيء اليوم أو هذا الأسبوع؟ لا بأس، توقفي على أن نعود يوم كذا مثلًا أو على أن نعود عندما تستعدي نفسيًا لذلك، وأظنني في هذه المرحلة فعلًا.
بدايًة على من المفترض على الموظف أن يبدأ يومه بشيء مختلف يهيئه ويحفزه نحو العمل، مثلا ما المشكلة في ممارسة التأمل، أو قراءة خمس صفح من كتاب مفضل لديه؟ ماذا ان مارس الرياضة صباحًا؟ لماذا لا يستمع إلى بودكاست اعتقد بأن الأمر سيكون مثي جدًا وستكون بداية جميلة ليومه.
برأيي أكثر ما يحتاجون إلى كسر روتينهم في العمل هم من يعملون عن بعد سواء المسقل أو موظف، لذا يمكنه أن يحاول أن يخصص يومين للعمل خارج المنزل، مثلا العمل من مقهى أو نادي أو أي مكان اخر.
أيضًا ماذا إن منح نفسك مكافأة مرة واحدة أو مرتين في الأسبوع مثلًا يتناول وجبة الغداء مع صديق له، يمكنه أيضًا الذهاب إلى البحر والاستمتاع على الشاطيء.
بالنسبة لي ألجأ إلى الاستماع إلى الموسيقى الهادئة أثناء العمل، تذكرت بأنّ أحد الأصدقاء طرح مساهمة في مجتمع طرب حول الموسيقى وكنت شاركته بالموسيقى المفضلة لدي، ويمكنني مشاركتي لك بها. حيث أنصح بالاستماع لها كونها تخفف من التوتر وتزيد من انتاجية العمل. بالطبع كل لديه ذوق في الاستماع للموسيقى.
أعمل على العديد من هذه النماذج السلوكيّة بالفعل. لكن فكرة المكافأة هذه لم أفكّر فيها، حيث أنني اكتشفتُ فعلًا أنّني في الآونة الأخيرة ألتزم بسلوم ثابت حتى في المكافآت. وعليه، قد أتجه خلال الفترة القادمة إلى ما هو أبعد من ذلك. قد أقترح على نفسي مثل هذه المقترحات العشوائيّة مرّتين في الأسبوع مثلًا أو شيء من هذا القبيل.
ألحظ كثيرا بعض الموظفين الذي يعملون عن بعد ومن نفس الدولة يخططون بإجراء زيارات فيما بينهم ويستمتعون بأوقاتهم، اعتقد أن مثلا هذا الأمر قد يكسر روتين العمل، بالاضافة إلى أنّ مثل هذا الامر قد يحتاجه بشكل أكبرالموظفين عن بعد لياعرفوا بعى بعضهم البعض، كما أنّ الاجتماعات الافتراضية فد تكون خطوة جيدة أيضًا.
أحيانا لا يكون الحل هو أخذ إجازة من العمل، أحيانا أفضل القيام بالعمل بشكل مختلف، قد أضيف لمسة تغيير بسيطة مثل المكان أو آلية العمل فينعكس هذا على حالتي النفسية بالإيجاب من خلال الشعور ببعض الحرية.
لم تشاركنا يا عليّ، ما هي طريقتك في كسر روتين العمل؟
التعليقات