ننصح دائمًا بالتواصل المستمر مع ذوي الخبرة في جالنا المهني والتفاعل معهم. ذلك للاستفادة من خبراتهم وتجاربهم المهنية السابقة. فما هي أساليبكم في البحث عن المحترفين في مجالكم المهني والتواصل معهم؟
كيف نبحث عن المحترفين في مجالنا ونتواصل معهم؟
منذ أيام، تلقيت رسالة عبر لينكد إن من زميلة تقول لي أريد أن أستقي من علمك وخبرتك في مجال كتابة الملفات التعريفية، هذا لأني شاركت ملفًا نفذته لشركة وهمية أنشأتها في مخيلتي.
أكدت عليها أنني مبتدئة، ومررت إليها كل ما لدي من معلومات نظرية وتطبيقية حول إنجاز هذا النوع من الملفات.
في المقابل، نشرت زميلة تقييمًا متميزًا على إنجاز مشروع مماثل، كتابة الملفات التعريفية، وعندما استفسرت منها وأبديت رغبتي في خوض التجربة، مدتني بمعلومات سطحية عامة.
وفي مجال مغاير، مجال تحسين محركات البحث، استفسرت عن معلومة في منشور ما، فتواصل معي صاحب المنشور وشرح لي باستفاضة أكثر مما طلبت.
وفي بداياتي على لينكد إن تواصل معي أستاذ محترم دلني على أخطاء جلية في منشوراتي، بما يضعف ظهور هذه المنشورات.
موقف أخير، تواصل معي متطوع لضبط إعدادات حسابي هناك، وبعد الانتهاء من ضبطه بأيام، حصلت على عدة عروض للعمل.
المقصد من ذكر هذه المواقف، أنه ليس الجميع يرحب بالتواصل، وليس كل من يرحب بالتواصل يكون على استعداد لتقديم المعلومات.
وعليه، يجب أن تحدد هدفك من التواصل أولًا، هل لديك فرصة لتبادل النفع؟ رأيت أمثلة كثيرة على تعاون بين مستقلين في مجالات كثيرة، وهذا نوع من أنواع التسويق الشخصي أصلًا.
برأيي كذلك، منصة حسوب iO هنا أو حتى المدونات التابعة لحسوب سواء مستقل أو خمسات أو بعيد أو أكاديمية حسوب، يمكن التفاعل مع الموضوعات المطروحة وطرح الأسئلة على التدوينات المنشورة، أو التفاعل مع قسم الأسئلة التي يتركها الزوار، هذه فرصة ممتازة للتواجد في مجتمعات المحترفين.
إذن نستنتج هنا أن التواصل مع المحترفين ليس مجديًا إذا كان غير هادف، وبالتالي يجب علينا أن نحدّد السؤال الذي سنطرحه أوّلًا. وعليه، لديّ العديد من التجارب الخاصة بتواصلي مع محترفين وتواصل أصدقاء معي باعتباري محترف، حيث أنها كانت تجربة تبادليّة رائعة، أفدتُ من خلال الكثيرين واستفدتُ الكثير. في هذا الصدد، كان لحسوب i/o الدور الأكبر فعلًا في تعرّفي عليهم وتعرّفهم عليّ. لكن التواصل الذي كان ثريًّا بالفعل، هو التواصل الذي بدأ بسؤال واحد غير مشتّت.
عندما كنت أعمل في مجال الترجمة كنت ألجأ إلى خالي فهو متخصص بمجال الترجمة، كنت أطلب منه مراجعة ما ترجمته.
بعد ذلك بدأت أركز على التطوير من نفسي من خلال التعلّم الذاتي من خلال متابعة متخصصين كثر عبر المواقع المختلفة
لكن السر في اتقان الترجمة يكون من خلال أمرين هما:
- التعلم الذاتي، اذ وضعت جل تركيزي على هذا الأمر
- والأمر الثاني ، العمل مع منظمات دولية كتدريب ولكن كانت بعائد مادي، صديقاتي تطوعن مع منظات مختلفة مثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الأونروا وغيرهما.
أيضًا هنالك من تدرب من خلال التواصل مع مدونة انا اصدق العلم"
أتفّق معكِ في هذا الصدد يا هدى، لأن هذه المنصّات والمشروعات الهادفة تمتلك قاعدة واسعة من المحترفين. بالنسبة إلى تجربتي الشخصيّة، فأنا لم أبدأ بكتابة المحتوى التقني. وإنما بدأتُ مراجعًا لغويًّا ومراجعًا للترجمة ومحرّرًا. وقد حظيتُ بتجربة رائعة مع مشروع "أنا أصدّق العلم - I Believe in Science (IBiS)"، حيث أنها كانت أرضيّة خصبة للغاية، تملؤها الكثير من التجاربة الرائعة والخبرات المتعدّدة.
وقد حظيتُ بتجربة رائعة مع مشروع "أنا أصدّق العلم - I Believe in Science (IBiS)"،
هل كان الأمر بشكل تطوعي؟
هل كان الأمر بشكل تطوعي؟
نعم. لم يكن نشاطًا ربحيًّا على الإطلاق، ويتم الاتفاق على ذلك في بداية المشروع. لكن في المقابل، كان لديهم سياسات رائعة في هذا الصدد. فقد عملوا على توفير بدائل ربحيّة غير مادّية تمثّل مكاسبًا مهنيّةً كبيرةً، خصوصًا لمن هم في بداية الطريق من المترجمين والمحرّرين والمراجعين اللغويين والمصمّمين.. إلخ. من أبرزها:
- الحرص على رفع مختلف أنواع المحتوى على المنصّات المختلف وعلى موقعهم بأسماء كلّ المشاركين فيها.
- الحرص على تحديد دور كلّ مشارك، سواء كان في الكتابة أو المراجعة أو التصميم أو الترجمة.. إلخ.
- أتاحوا وقتها إمكانيّة استخراج شهادة خبرة معتمدة من مشروعهم، يستطيع أي فرد تعاون معهم لمدّة تفوق 5 أشهر أن يحصل عليها بسهولة.
التعليقات