لو تم تخييرك بين أن تعيش لمدة أسبوع آخر وبين الموت بعد 5 دقائق بدون ألم، أيهما ستختار؟

بالطبع سأفضّل العيش بكل تأكيد، هذه فطرتي، راحتي، هذا ما أرتاح معه فعلاً، أن أبقى، أن أكون، هذا مطلب إنساني وفطرة لا يمكن أن يقل شعاعها إلا بقيم أخرى كالتضحية والخوف والألم الشديد، بهذا فقط يتخلى الإنسان وبصعوبة عن الحياة، يقول ميستر إيكهارت بطريقة شعرية وهو يصف رغبة الإنسان بالحياة من دون أي سبب:

"لماذا تحب الحقيقة؟ لإنّها حقيقة، ولماذا تحب العدالة؟ لإنّها عدالة، ولماذا تحب الطيبة؟ لإنّها طيبة، ولماذا تعيش؟ أقسم بشرفي أن لا أعرف، أنا أحب أن أعيش!"

وهذه العبارة الأخيرة أنا أحب أن أعيش تلخّص كل شيء، لذلك أنا ميّال لكلام الفيلسوف توماس الميّال للبقاء، البقاء غريزة إنسانية لا يمكن أن تسقط لا بالمعرفة ولا بالمشاعر وبالمزاج الإنساني، بعبارة إيريش فروم في كتاب فن الوجود هي رغبة لا يمكن أن تزول أبداً إلّا بظروف استثنائية.

لذا وددت معرفة رأيكم حول الرأيين، هل ستتفقون مع بيرنارد ويليامز، وترفضون العيش للابد أم أنكم تؤيدون ما قاله الفيلسوف نيغل وتفضلون البقاء في العالم رغم المعاناة والالم الموجودة في الحياة؟

الحقيقة أن جوابك في الواقع الذي نعيشه. فالألم لا يتوقف و المعاناة مستمرة وكلنا نعاني بوجه أو بآخر ولكن هل رفضنا الحياة و فضلنا عليها الموت؟! أقصد هل انتحرنا أم أننا ما زلنا نحب الحياة بمرها وحلوها ونفضل أن نعيش مع الألم؟! بالطبع الجواب البديهي معروف ولكن ماذا في الموت؟! هل فيه راحة؟ّ هل نظن الموت خلاصاً من الألام؟ و الحقيقة وبغض النظر عن الوازع الديني أنا أفضل كباقي الناس أن أعيش وأمارس الحياة على الموت وما الموت إلا العدم المطبق الذي لا يستسيغه أحد كما قال الشاعر: وأتت وحياض الموت بيني وبينها وجادت بوصل حين لا ينفع الوصل.

كان يرى أن الحياة الغير منتهية قد تبعث فينا الملل والفتور بالإضافة إلى اللامبالاة

ومن قال أن الحياة غير منتهية؟ على العكس تمامًا، الأمر أشبه بمدرسة ستأتيها زيارة من مدير الإدارة ولكن لم يستطع أحد معرفة الموعد، ولكن المؤكد أن هناك زيارة، ستجدين من بالمدرسة ينظمون كل شيء بالضبط، وخاصةً عندما يسمعون أن مدير الإدارة كان اليوم يزور المدرسة المجاورة، تجدهم يحرصون على النظام أكثر.

الفيلسوف نيغل وتفضلون البقاء في العالم رغم المعاناة والالم الموجودة في الحياة؟

أؤيد ما قاله نيغل، من ناحية كل منا يملك مفهوما مختلفا عن المعانا والألم الموجودة في حياتنا، هناك اشخاص بمجرد فشلهم في اجتياز امتحان او وظيفة يشعرون بأن الحياة توقفت، في حين العكس هناك من فشل في اكثر من مشروع مزال يحاول.

على اساس انظر بأن المعاناة هي الرشة ملح تأتي فوق الطعام، بدونها ستكون الحياة مملة، اكثر الأمور التي اتذكرها بتفاصيلها ودفعتني للامام هي من عانيت منها في الماضي، لذل شئنا ام ابينا الألم لن تتوقف بالمرة.

يولد الانسان ومعه غريزة البقاء حيا وهي غريزة قوية ولا تختل سوى لدى من ليه بعض الامراض النفسية وحتى الانسان الذي ينتحر لا ينتحر لأنه يكره الحياة بل لأنه لم يجد الحياة التي يريد

يقول الفيلسوف و المستنير الهندي العظيم أوشو:

"ان المنتحر لا ينتحر هروبا من الحياة بل ينتحر لأنه لا يعيش الحياة "

وسبب من ينظرون للحياة بنظرة سلبية فذلك لأنهم أصلا يعيشون الحياة بطريقة خاطئة، وهذه تدوينة سابقة كنت قد شاركت بها في مسابقة هنا في حسوب حول التدوين الجماعي عن موضوع الحياة من وجهة نظرنا أشرح فيها هذا الأمر بشكل مفصل: