علموني كيف ابتسم ؟

عندما نكون صغار تكون الدنيا باتساعها أمام أعيننا ، نحسب الأمور ببساطة ، نرى الكل جميلاً ، نرى الكون مشرقا .

لكن حينما نتفاعل تتغير حساباتنا عن الدنيا فهى ليست كما أدركناها فى الصغر وهذه هى الحقيقة الفعلية فلها جانب مشرق ولها جانب مظلم أيضاً .

أشياء صغيرة من الممكن أن تجعلكى تتخطين هذه الأمور ، من الممكن أن تبحثى عن الحب فى عيون نقية تحب من غير مقابل تجدى ذلك فى الأطفال قبل التعرض للملوثات ، وتجديه دوماً فى الحيوانات فهى نقية دوماً وتمتص الطاقة السلبية من الإنسان .

الأمر الأخر والأهم الرضى بقسمة الله فى الأرزاق من كل الجوانب فى الدنيا وعدم خوض غمارها بشدة فذلك يجلب التعاسة والحزن ، بل يجب خوض غمارها بعقلانية لنقول الحمد لله ، ورحمة كى لا ندهس غيرنا .

ومن لا يفعل ذلك تجديه حزينا سريع التذمر من قسمة الله ، ويميل إلى دهس غيره ومحاولة تخطيه سواء فى طريق مرور السيارات أو فى الحياة كذلك ، لذلك حين تجدى مثل هذه الشاكلة أفسحى لهم الطريق ، ولتقولى الحمد لله الذى فضلنا على كثير من عباده تفضيلا .

إننا في عصرٍ مفتوحٍ ومرنٍ أكثر من أي لحظةٍ مضت على تاريخنا الإنساني يا فاطمة. يمكنكِ بمنتهى السهولة أن تطلبي المساعدة من دون أن تهتمي لإطلاق الأحكام من أي شخصٍ عليكِ. وبالتالي يجب أن تطلبي المساعدة وتتجرّئي على ذلك من خلال الاستعانة بالمختصين في مختلف مجالات التعديل السلوكي وتغيير أسلوب الحياة وحتى الأخصّائيين النفسيين. يجب أن تستعيني بهذه الكفاءات إذا ما كنتي تشعرين بأنكِ غير قادرة على الخروج من هذا المأزق النفسي، مثله كمثل دور الإعياء الذي يدفعكِ إلى زيارة الطبيب. تعاملي مع صحّتكِ النفسيّة من هذا المنطلق.