البعض يخلط بينهما، ربما يعتقد بأنهما يؤديان إلى نفس المعنى ولكن هذا ليس صحيح البتّه.
لذا دعونا نتعرّف على كيفية تعريفكم لهما؟
المصطلح : هو المعنى العلمى لمحله ، أى يخضع لإتفاق أهل تخصص ما على تكوينه بحيث يعبر عن الحالة التى يحتويها تعبيرا علميا يفصح عن جوهر وخصائص مادته دون إختلاط بغيرها و فى سبيل هذه المهمة يجب أن يكون التدقيق اللغوى جامعا للمعنى المراد مانعا من الاختلاط بغيره ، و لذلك فالمصطلح لغويا و علميا هو الأدق لأى محتوى .
أما المفهوم فهو أقل درجة إذ يعبر عن المرحلة التى تسبق المصطلح ، إذ يقصد به مجموعة القواعد المستخلصة من الأفكار ، فمثلا حينما نتكلم عن تاريخ الفكر الإقتصادى فإننا نشير إلى مرحلة يختلط فيها الإقتصاد بغيره من العلوم الإجتماعية قبل تنشأ هذه العلوم أساسا ولكنهم جميعا تحت عباءة الفلسفة آنذاك ، لكننا نستطيع أن نستخلص الأفكار التى دارت فى هذه الحقبة التاريخية عن الاقتصاد تحديدا وفصلها عن غيرها ، ثم إذا تم إختبار هذه الأفكار على أرض الواقع أو بأى منهج علمى أمكن استنتاج قواعد معينة عن كل فكرة ، وتلك هى المفاهيم ليأتى علم الإقتصاد ويبدأ فى تجسيد هذه المفاهيم لغويا بشكل دقيق من حيث اللغة و من حيث المعنى .
الفكرة ثم المفهوم ثم المصطلح .
أما المفهوم فهو أقل درجة إذ يعبر عن المرحلة التى تسبق المصطلح ، إذ يقصد به مجموعة القواعد المستخلصة من الأفكار ،
اذا ماذا يقصد بالتعريف، اذا كان المفهوم سيبسق المصطلح؟
المصطلح والتعريف الإصطلاحى كلاهما يعرفان مفاهيم علما ما بدقة لغوية تمنعه من الاختلاط بغيره ، و يكون المصطلح أكثر شمولية وأكثر إنتقاء فى اللغة لأنه محدود فى الكلمات ، أما التعريف الإصطلاحى فإنه يسعى لشرح ماهية المصطلح بعدد أكبر من الكلمات وأيضا بما يمنع المفهوم من الاختلاط بغيره ويكون شاملا لكل جوانبه ، وغالبا ما يشتمل التعريف على عدد من المصطلحات الأخرى .
وخير مثال على ذلك فى علم القانون ، ، ولتكن نظرية " المسئولية المدنية " ، وهى تشتمل على ثلاثة مصطلحات كانت فيما قبل مفاهيم عامة ثم وضعت فى قالب نظرى فصارت مصطلحات ، وهما الخطأ ، السبب ، علاقة السببية ، وهنا اشتمل تعريف مصطلح المسئولية المدنية على مصطلحات متعددة لكونها أدمجت فى قالب نظرى يسمى المسئولية المدنية ، وكل ذلك كان محل تجربة فيما قبل خلق هذه النظرية ، وما تم استنباطه من العلوم الاجتماعية وأحكام المحاكم سمى مفاهيم ، ( ففى وقت من الأوقات لم يكن العالم يعرف نظرية علاقة السببية بالشكل الحالى ، ولكن بعد عدد من الأحكام والنظريات الإجتماعية والحلول الفقهية والقضائية أمكن استنباط العديد من القواعد التى مثلت هذه النظرية حاليا ) وعندما وضعت هذه المفاهيم والتى مثلت قواعد ما فى وقت ما فى نظرية أى من خلال منهج علمى ، سميت مصطلحات ومن المعلوم بالضرورة ان المصطلح هو اتفاق لأهل التخصص على الإختيار اللغوى لكلمات المحتوى .
يختلف المفهوم عن المصطلح في أن المفهوم يركز على الصورة الذهنية التي يُكوّنها المُتلقّي ويريد أن يُوصلها الكاتب أو القائل، أما المصطلح فإنه يركز على الدلالة اللفظية للمفهوم، وطبعاً يجب الأخذ بعين الاعتبار أنّ المفهوم أسبق من المصطلح، فكل مفهوم مصطلح، وليس العكس.
المفهوم هو مضمون الكلمة، ودلالة هذا المصطلح في ذهن المتعلم؛ ولهذا يعتبر التعريف بالكلمة أو المصطلح هو “الدلالة اللفظية للمفهوم” يعني مثلاً وبمثال طريف سأضيفه حين نقول: القطّة، نقصد بذلك اصطلاحاً طبيعياً، الحيوان الأليف الذي تعوّدنا أن نراه بشوارعنا، لكن أحياناً لمّا تُقال في أفلام تخصّ بلداناً مُعيّنة قد يكون مفهومها أو صورتها هي صورة بنت عاديّة.
وهذا تماماً هو الفرق بين اللغة واصطلاحاتها، ومفاهيمها التي تختلف ومعانيها بين بلد وبلد آخر.
"المفهوم" يكون مرتبطاً بمعلوماتنا حول الشئ وتلك المعلومات تكون مبنية على تجارب سابقة، أما المصطلح فهو يهتم بالدلالة اللفظية على تلك الخبرات وبشكل دقيق، فكل مفهوم هو مصطلح والعكس غير صحيح.
- وهناك ما يميز المصطلح عن المفهوم، فالمصطلح يجب أن يتوفر فيه شرطين وهما (النضج والاتفاق)، والاتفاق هنا لا يعني أن يتفق كل أهل العلم على مصطلح واحد بل قد تختلف الألفاظ ويكون الجوهر ثابت، ولكن قد ينشأ المصطلح على يد عالم ويثبت هذا المصطلح عن طريق الإتفاق، أي بتوارث العلماء وطلبة العلم لهذا المصطلح، والشرط الثاني وهو النضج أي يجب أن يكون مطلق المصطلح على قدر كاف من العلم والمعرفة في المجال.
- وكذلك من ضمن الفروق بين المفهوم والمصطلح، أن المفهوم ليس من السهل تغييره مهما تغيرت التعريفات والمصطلحات والألفاظ وهذا بسبب ما قلناه حول أن اصل المفهوم ومعناه، وهو الخبرات السابقة للناس، بينما المصطلح يعتمد بصورة أكبر على ثقافة المجتمع وطبيعة الفترة الزمنية.
-وكذلك فإن المفهوم يركز على الفكر كما يتم حفظ المفاهيم بأسماء الأفراد الذين تحدثوا عنها في مؤلفاتهم، ولكن المصطلح يعتمد على توضيح المعنى، و يتم تجميع المصطلحات خلال المراجع العلمية والمعاجم.
يتم تعريف المفهوم بأنه مجموعة من الآراء والأفكار التي تساعدنا في فهم الأفكار وتوضيحها، وهي صورة أو فكرة تتكون من خلال العقل اكتسبها من خلال خبرات سابقة مر بها خلال فترات حياته
أما بالنسبة للمصطلح فهو وصف ثابت لتعريف ليوضح المعنى، حيث توضح الأسس الأساسية للغة، وبالتالي فهي تساعد على توضيح معنى دقيق لما يوضحه المصطلح بشكل مبسط ومناسب لعدد من المفاهيم في مجتمع معين حسب ثقافة هذا المجتمع.
كل مفهوم هو مصطلح لأن المفهوم يكون أعم، والعكس غير صحيح. ويكون المفهوم متأثرا بالصورة التي يختزنها الفرد في ذهنه ويرتبط بالمجال العلمي، بينما المصطلح يهتم باللفظ و يركز عليه، حيث يهتم بالدلالة اللفظية ويرتبط بالمجال الأدبي، ويجب أن تتوفر في المصطلح صفة النضج والإتفاق وليس شرطًا أن يتفق العلماء على لفظ معين.
التعليقات