دائمًا أشعر أن الحزن أعمق من الفرح، وقد قرأت يومًا أن الحزن هو الأصل وما الفرح سوى دخيل، فهل الحزن أقوى أم الفرح؟
هل الحزن أقوى من الفرح؟
برأيي الحزن والفرح لهما نفس التأثير على الشخص. قد تتشابه ردود أفعالنا في حالات الفرح وفي حالة الحزن و وبالأخص عندما تكون هذه المواقف مؤثرة بقوة، لكن الفرق هنا أن الحزن يبقى عالق في ذهننا لفترة طويلة وربما حالة التعافي منه تكون بطيئة في حين أن الشعور بالسعادة قد يختفي بسرعة. وهذا لأننا نحن نريد ذلك.
ولو جئنا إلى تفسير علم النفس نرى أن السبب في اعتقاد البعض بأن الحزن أقوى من الفرح يعود إلى التحيز السلبي، فمثلًا تجد بأن أدمغتنا تميل إلى تسجيل المواقف السلبية بشكل أكبر في ذاك من مشاعر الفرح والسعادة. ربما هنا نحتاج إلى بعض النصائح للاحتفاظ بمشاعر الفرح لفترة أطول.
أحيانًا أشعر بأن الحزن أعمق من الفرح، ربما لأن الألم يصاحبه، سواء كان ألمًا نفسيًا أو جسديًا. أما الفرح فمن رأيي هو لحظي، إن نجحت في الجامعة فتفرح في لحظتها وفقط، ثم تبدأ في البحث عن حلم جديد ونجاح جديد.
أما الحزن فسقطة من علّيّ لقاع لا قرار له. تتكسر معها القلوب قبل الضلوع، يظل المرء يعاني من أثر السقطة أيام وأيام، حتى يجد ما ينتشله من البئر، ورغم انتشاله فإنه يخرج إنسانًا غير الذي كان قبل السقوط.
الفرح ربما يكون نقلة من وضع جيد لوضع أفضل.
أما الحزن فهو نقلة نوعية من حياة عادية جيدة أو حتى سعيدة لحياة مزرية، بها شيء ناقص، شيء يقبض على قلبنا بقضة من حديد ونار.
لذا يظل الحزن هو ملك المشاعر، وأكثرها عمقًا وتأثيرًا في النفوس
المسألة لا تعتمد على هذا التفسير يا جمال بقدر ما تعتمد على فكرة الصعوبة. الحزن ليس أقوى من الفرح، لكن طبيعتنا الإنسانية تضعنا في مرحلة من التجنّب لمثل هذه المشاعر تجبرنا على الشعور بأنه أقوى وأكثر عنفًا، لأنها تجعله الخوف الأول لدينا. وبالتالي فإننا لن نتذكر ما نحبّه، وإنما سنتذكر ما نخشاه.
انطلاقًا من هذه النقطة، ولإثبات ان الحزن ليس أقوى من الفرح، فإنني أريد أن أتطرق إلى الاستمرار والقدرة على التحمل والتجاوز. الفرح يساعدنا على تجاوز الحزن، وبالتالي فإن كان الحزن أقوى، لما استطعنا النهوض مرة أخرى.
أعتقد أن الحزن يكون وقعه أثقل على النفس الإنسانية، لانه يحمل معاني حزينة ومشاعر بائسة، لذلك تأثير الحزن أكثر ثقلا على كاحل البشر، ويعطيه ذلك الشعور بالفرح يكون وقعه في نفس الدرجة لكن بمعايير أخرى تختلف عن سمات الحزن.
واذا أردنا تعريف الحزن، فهو عاطفة إنسانية يشعر بها كل الناس في أوقات معينة خلال حياتهم. الشعور بالحزن هو رد فعل طبيعي للمواقف التي تسبب اضطرابًا أو ألمًا عاطفيًا. هناك درجات متفاوتة من الحزن. ولكن مثل المشاعر الأخرى ، فإن الحزن مؤقت ويتلاشى مع مرور الوقت. أما الفرح, فهو حالة عاطفية تتميز بمشاعر السعادة والرضا . بينما للسعادة العديد من التعريفات المختلفة ، غالبًا ما توصف بأنها تنطوي على المشاعر الإيجابية والرضا عن الحياة.
ويأتي تعريف آخر للسعادة من الفيلسوف القديم أرسطو ، الذي اقترح أن السعادة هي الرغبة البشرية الوحيدة ، وأن جميع الرغبات البشرية الأخرى موجودة كوسيلة للحصول على السعادة.
في آخر تعريف ربما أقول أن الفرح والحزن، هما على نفس المستوى لكن السعادة هي الرغبة البشرية الاقوى التي كل البشر يريدون إقتناصها. فلا يعقل من يريد أن يصبح حزينا، إلا أن وقع الحزن أقوى على النفس.
التعليقات