أليس الانتقام والعدالة نفس الشيء؟ أم أن هنالك اختلاف بين المفهومين؟
العدل والانتقام، هل هناك فرق بينهما؟
العدل معيار ذو طابع سلطوي اتفق عليه الناس لاخذ الحقوق فيما بينهم وذلك عن طريق احكام قانونية تحكم بها سلطة قضائية رسمية وتنفذها جهات اخرى تنفيذية رسمية. يوجد فصل بين الجهات التشريعية و القضائية والتنفيذية.
اما الانتقام فهو شعور ليس له حد ولامعيار ولايمكن السيطرة عليه حيث لا يوجد سلطة متفق عليها بين الناس لأخذ الحقوق حيث لاتوجد احكام او قوانين منظمة. و على الاغلب لا يوجد تخصيص وتفرقة بين السلطة الحاكمة والمنفذة ( القاضي والجلاد واحد ).
لندع اللغة تتحدث وتشرح لك الأمر من منظورها :
معنى الانتِقَام اصطلاحًا:
الانتقام هو: إنزال العقوبة مصحوبًا بكراهية تصل إلى حدِّ السَّخط
وقال أبو هلال العسكريُّ: (الانتِقَام: سَلْبُ النِّعمة بالعذاب)
أما مفهوم العدل :
العدل هو:(أن تعطي من نفسك الواجب وتأخذه)
وقيل هو: (عبارة عن الاستقامة على طريق الحق بالاجتناب عما هو محظور دينًا)
وقيل هو: (استعمال الأمور في مواضعها، وأوقاتها، ووجوهها، ومقاديرها، من غير سرف، ولا تقصير، ولا تقديم، ولا تأخير)
من المهم هنا أن نفهم اللفظين حتى نستطيع عقد مقارنة مبنية على أسس معقولة، فمفهوم العدل مفهوم أوسع وأشمل من أن يتم حصره على العقوبة كما هو الأمر مع الإنتقام، فالإنتقام يختص بإنزال العقوبة الشديدة على المعتدي مع وجود الكراهية والسخط والرغبة في الثأر، أما العدل هو إيتاء الحقوق بلا مساس، أن تستعيد حقك ممن ظلمك بنفس المقدار وتمضي، وأن توقع العقوبة على مستحقها لا على معارفه .. لقد قام الأخ مجهول بإعطاء مثال وافٍ في هذا الخصوص .
يبقى السؤال هل الانتقام أحد انواع العدل ؟
يعتمد على كيفية الإنتقام، فالإنتقام ليس له حدود، وقد يتعدى إلى حد الظلم أحياناً بسبب الرغبة الكبيرة في الإيذاء، لذلك من الصعب تصنيفه على أنه أحد أنوع العدل .
مثال : شخص قتل والدك، فتذهب لتقتل كل عائلته بحجة أنك تحب والدك كثيراً وأن قلبك لن يبرد بقتل ذلك القاتل بل لابد من إيذائه أكثر مما آذاك حتى تشعر بالراحة .
العدل يكون من شخص ما تجاه كل الأفراد، مثل القاضي أو الملك أو غيره، فهم من يعملون على إرساء قيم العدل، أما الانتقام فهو أمر شخصي ينبع من فرد تجاه آخر نتيجة اعتقاد الأول أن الآخر قام بأذيته فيحاول تطبيق ما يعتقد أنه يحقق الراحة له - لا العدل كما يظن المعظم - ضاربًا بعرض الحائط أي قوانين أو سلطات، ولكن رغبة الانتقام قد تنشأ في الحياة اليومية أي قد لا تصل لحد الحاجة لسلطات، ولكنها موجودة، كأن يفشي زميل في العمل تأخر آخر عن العمل، فيعرقل الآخر أعمال زميله حتى يوبخه المدير كما تم توبيخه، والانتقام لا يولد إلا الأذى ويأكل صاحبه مع الوقت
للعدالة العديد من الوجوه، والتي يتم التنسيق فيما بينها وبين القانون الإنساني بما يتناسب مع نظام المجتمع. لذلك ربما أميل إلى أن العدالة هي جزء من تنظيم المجتمع ككل من وجهة نظر عامة، أما من وجهة نظر الفرد نفسه، فهي أحد أبرز الجوانب التي تمكّن الشخص من الحصول على تسوية مناسبة لطبيعة حياتنا الإنسانية، ولن أقول أنها استعادة للحق لأنها تحاول تعويض حقوق لا يمكن تعويضها في بعض الأحيان، مثل قتل النفس مثلًا، لذلك ربما أدعوها تسوية إنسانية.
لكن على صعيد آخر، أومن بالرأي القائل بأن الانتقام يختلف عن العدل أو استعادة الحق في أنه يضر صاحبه أولًا، حيث أن الحصول على الحق، او تسوية العدل، أو غيرهم من المعايير الاجتماعية القانونية لا يمكن أن نعتبرهم انتقامًا، فالانتقام وقود، نار لا يمكننا إخمادها، وتأكلنا أولًا قبل أن تأكل من نسعى إلى الانتقام منهم.
وتلخيصًا لرأيي الشخصي، يمكنني أن أقول أن الانتقام ليس عدالةً، الانتقام هو مجرّد انسياق أعمى خلف الغضب.
بالتأكيد لا
من الممكن أن صابك لبس بين المفهومين فيما يتعلق بعقاب المتهمين الخرجين عن القانون مثلا
العدل هو أن هناك قوانين ان تجاوزتها واعتديت عليها تتم محاسبتك، أما الانتقام فهو الايذاء لأجل الايذاء، أنا وأنت نسير بالشارع فجأة دون سابق انذار أنا قمت بضربك هنا انا منتقم، أنت رددت الضربة لي هنا أنت عادل
التعليقات