ماذا لو كنت مسئولا للموارد البشرية بإحدى الشركات، ما هي المزايا التي ستعمل على توفيرها للموظفين؟

لطالما تمعّنت في التفكير في هذه المسألة، حيث أنني أرى أن الدور الأول لمسؤولي الموارد البشرية في أي شركة يتم إغفاله بشكلٍ كاملٍ. لو كنتُ أحد مسؤولي الموارد البشرية في أي شركة، لأقدمتُ بالتأكيد على دعم الجانب التطويري الذاتي لدى الموظفين والعاملين بالمكان، حيث أن معظم الشركات لا تشجع العاملين على المضي قدمًا في مجال عملهم من خلال توفير الدورات التدريبية على سبيل المثال أو كورسات التنمية الذاتية. ذلك هو الجانب الذي سوف أضعه من أولى أولوياتي في المنصب.

أعتقد أن تقوية شعور الموظفين بإنتمائهم للشركة قد يعوضهم عن الكثير من الأمور المادية، فالموظف عندما يشعر بأنه جزء من نجاح الشركة وله دور فعال بذلك النجاح، فلن يبخل بمجهوده وإخلاصه في العمل... وأيضا سيشجعه ذلك على تحمل مسؤؤليته إذا تعرضت الشركة لمشكلة ما، حيث أصبح مقتنعا بأن نجاح الشركة من نجاحه والعكس صحيح.

ولذلك أعتقد أن نظام المكافئات عند تحقيق نجاح كبير بالشركة يكون مشجعا للموظفين، ويشعرهم بثمرة مجهوداتهم.

إن كنت في هذا المنصب فما هي المزايا التي ستعمل على توفيرها للموظفين، أرجو مشاركة مقترحاتكم حسب الأولوية فميزانية الشركة ليست بالضخمة؟

أعتقد أنّني سأعمل على نقطة جوهرية في مشاعر الموظفين، وهي شعورهم بالأمان لأنّ العامل عندما يشعر بالأمان يجتهد ويبدع ويبذل جهده، لأن ما نراه في أغلب الشركات أنّ العمال يعملون ويرافقهم الشعور بالخوف والتهديد من أن يتمّ الاستغناء عن خدماتهم، وأن يتعرضوا للضغط لكنهم يتحملون خوفا وليس حبا في عملهم.

ما هي المزايا التي ستعمل على توفيرها للموظفين

المزايا التي سأعمل عليها هي توفير تهيئة بيئة ايجابية للعمل بحيث تشكل حافز داخلي للموظف ينتج عنه انتماء الموظف ورفع مستوى انتاجيته وجودة عمله. وأعمل بالفعل على تفعيل تلك الحوافز سواء معنوية او مادية.وهذا يوفر الجانب النفسي للموظف. وتعتبر عملية بيئة آمنة صحيا وفي ظل جائحة كورونا من أهم ما يميز بيئة العمل الايجابية.

اما من ناحية التوظيف، فسأعمل على أن يكون التوظيف مترجما للوظيفة المطلوبة توصيفا بحيث يخضع الباحثين للعمل لمعايير الوظيفة وتوصيفها وبهذا اختار واستقطب الذين اعتقد ان لديهم القدرات والكفاءات المؤهلة لهم لانجاح عمل المؤسسة والمهمة التي سيقولون بالعمل عليها.

واما عن التدريب، فتبعا لواقع المؤسسة سيكون ذلك جزء من التقييم بجانب تفعيل عملية نقل المعرفة والخبرات بين الموظفين من خلال اخضاعهم للتدريب وتبادل المعلومات ورفع مستوى القدرات والخبرات والمهارات فيما بينهم.

هناك مقولة تقول طور موظفوك للدرجة التي تمكنهم من إيجاد عمل آخر، وعاملهم بالطريقة التي تمنعهم من الرحيل عنك.

إن أهم ما يجب أن يتم تقديمه للعاملين من قبل إدارة الموارد البشرية هو دعم الجانب النفسي للموظف، فمهما كانت موارد المنظمة المالية محدودة فلا يمنع هذا من تنشئة موظف يتميز بالولاء والانتماء لهذه المنظمة، فإن لم تتوفر الموارد المالية الكافية، علي المنظمة أن تلجأ للحوافز المعنوية المتمثلة في التكريم ولوحات الشرف وتنمية الموظفين وتطويرهم وتدريبهم دون الإنفاق حتى على برامج للتدريب من خلال أنشطة الإثراء الوظيفي والتوسيع الوظيفي.

حسنا هناك الكثير من المقترحات غير المكلفة ولكنها تضفي الكثير من شعور الرضا لدى الموظفين:

• خلق شعور بأهمية أفكارهم وآرائهم بالشركة مثل اشراكهم بالتصويت على بعض القرارات وفتح باب النقاش، أو عمل صندوق اقتراحات للموظفين وتنسيق موعد اجتماع كل فترة معينة لمناقشة اهم المقترحات بشكل عملي يشعرهم بأهمية أفكارهم بالنسبة للشركة.
• الاهتمام بفترة الاستراحة وتقديم بوفيه يتضمن المشروبات الساخنة المفضلة لهم وضيافة بسيطة، بدون ان تكون متكلفة ومكلفة، وهذا كفيل بتجديد الطاقة وتعديل المزاج وبالتالي زيادة الإنتاجية والكفاءة بالعمل.

أعتقد أنه من بين المزايا التي يجب أن تتوفر في الموظفين "المهارة و التجربة"، لذلك إذا كنت أعمل في منصب البشرية فسأطلب من الموظف الإجابة عن سؤالين:

1. سأطلب من الموظف حل مشكل من المشاكل التي تظهر في الشغل من حين لآخر، فمثلا كنت أعمل في شركة مختصة بالتسويق سأطرح عليه بيع شيء ما، و هكذا سأتمكن من معرفة ما إذا كانت مهارته ستقدم إضافة للشركة أم لا.
2. سأسأله عن تجربة فاشلة مرت بحياته، وهنا سأتمكن من معرفة هل هذا الموظف ناجح و طموح أو فاشل، لأن الشخص الناجح هو الذي يتكلم عن تجاربه الفاشلة بدون قلق أو توتر لأنه يعرف حق المعرفة بأن الفشل هو بداية للنجاح.