هل دخلنا في مرحلة جديدة في تدني وتراجع اللغة العربية؟ هل هناك مؤامرة تحاك ضد اللغة العربية؟


التعليقات

عليكم السلام

ولماذا ألقي اللوم على المؤامرات والمخططات ما دمت ألمس من أهل اللغة نفورًا من لغتهم؟ أعني أن التقصير من عندنا والانهزامية تحتم علينا التشدق بمصطلحات غير عربية في حواراتنا ونقاشاتنا، بل ونعتبر هذا مؤشر تقدم وحضارة وانفتاح وثقافة.

وعلى التوازي قابلتني عدة قنوات لآسيويين يقوم محتواهم على إتقان الفصحى شعرًا وبلاغةً، وبعضهم يقدم يومياته بالعربية اعتقادًا منه أنها لغة جميلة وفخمة.

ولا أنسى هذا الخبر الذي يعود لعام 2018:

ألقت زيرة خارجية النمسا كارين كنايسل كلمتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة بأربع لغات أولها العربية، موضحة أنها لغة جميلة وجزء من الحضارة العربية المهمة.

فلماذا دائمًا نزيح التقصير عن أنفسنا مبررين هذا بالتآمر؟

لا اعتقد بأنها مؤمراة بقدر ما هي عدم اعتيادنا على استخدام اللغة العربية الفصحى، أو أن البعض يراها صعبة الاستخدام.

في حياتنا اليوم قد لا يكون هنالك مشكلة باستخدام اللغة العامية، لكن الكارثة فيما ذكرته، وهو كيف لشركات خاصة بالعمل تلجأ إلى اللغة العامية عوضًا عن اللغة العربية الفصحى! اعتقد بأنّ مثل هذا الامر غير مبرر.

لكن حقيقًة لم ألحظ ولم أسمع بأن هنالك رسائل الكتترونية خاصة بالعمل تكتب باللغة العامية، ربما ما رأيته يحدث نادرًا أو يقتصر الأمر على دولتك، ربما يظنون أنّ العامية سهلة وهي الأوسع انتشارًا، لذا لا حل لهم سوى اللجوء إلى اللغة العامية، ربما مثل هذا الأمر يحدث في بعض دول المغرب العربية.

وبعيدًا عن اللغة العامية، اليوم أصبحت اللغات الأجنبية وبالتحديد اللغة الإنجليزية هي من يتم اللجوء إليها أثناء الاستخدام، ربما الأمر متعلق مباهاة ومجاراة أو مواكبة لمجريات التكنولوجيا واستخدامها بشكل ملحوظ ب أو لأن دراستنا الجامعية جلها باللغة الانجليزية أو أي لغة أجنبية أخرى. بجانب عوامل أخرى تتمثل في التدهور الاقتصادي والاجتماعي في الدول العربية وهذا ينعكس سلبًا على اللغة العربية الفصحى.

لا أُنكِر أنّ أعداءنا يريدون منّا الابتعاد عن لغتنا التي هي إحدى أهم الرّوابط مع ثقافتنا وديننا وقيمنا.. لكن بالمقابل فنحن -أصحاب اللغة- المقصّرون أولاً، ونعيش حالة انهزامية وشعور بالدونية تجاه الأقوى.

وللمفارقة، فعندما كان العرب والمسلمون هم الطرف الأقوى في ميزان القوى العالمي، كان شباب الغرب يميلون إلى تقليد لباسهم وأقوالهم باللغة العربية الفصحى، ولك أن تُبحِر في هذا الجانب من خلال كتاب "شمس العرب تشرق على الغرب".

وفي السياق نفسه تقول المستشرقة الألمانية زيجريد هونكه:

"كان شبابنا في أوروبا يتشبهون بلباس العرب المسلمين ويتفاخرون بنطق العربية فيما بينهم.. حتى وقف أحد رجال الدين في أحد الميادين الايطالية يخطب في الناس مستنكرا تقليد الشباب في بلاده للعرب في ملبسهم وبعض العادات العربية الإسلامية، لدرجة أن الشاب أصبح يقول لخطيبته: "أحبك" بالعربية؛ ليظهر لها مدى تحضره ورقيّه!

فبيت القصد أنّ الحضارة الأقوى تجذب الناس إليها سواءً كانت تسعى إلى ذلك أو لا، وواجبنا نحن أن نحافظ على ما تبقّى من اللغة العربية وأن نزرعها في نفوس أطفالنا وكبارنا، وهي عائدة لأن تكون الأقوى يوماً ما لا محالة بإذنه تعالى.

برأيك هل يوجد مؤامرة أو استهداف متعمد للتخلص من استعمال اللغة العربية الفصحى شيئا فشيئا؟

برأي ما تعيشه اللغة ليس مؤامرةً و لا استهدافًا متعمدًا للتخلص من استخدامها، و الحقيقة أن هذه الاتهامات لم تثبت بعد بشكل قاطع. كما هناك عواملٌ أخرى يمكن أن تسهم في انخفاض استخدام اللغة العربية الفصحى، مثل العولمة والتكنولوجيا والتغييرات في الأساليب اللغوية.

اللغة العربية الفصحى هي لغةٌ جميلةٌ وغنيةٌ بالتفاصيل والمفردات والتعابير، وهي لغةٌ تحمل تاريخًا وثقافةً عريقين، ومن المهم جدًا ان يعي أبناءها بشكل أساسي كيفية الحفاظ عليها وتشجيع استخدامها، حتى لا تفقد هذه اللغةُ أهميتها وقيمتها في مجتمعنا. وللأسف، قد ينظر البعض إلى اللغة العربية الفصحى على أنها لغةٌ قديمةٌ وغير عمليةٍ في الحياة اليومية، في حين أنها لغةٌ حيَّةٌ ومتطورةٌ.

ألم تلاحظ أن هناك بعض الاستعمال للهجة العامية بدلا من اللغة العربية الفصحى في الرسائل الإلكترونية لبعض الشركات

الشركات أخي أحمد تستهدف الربح المادي ، و في هذه الحالة يكون استخدام اللهجة العامية وسيلة للتواصل بشكل أكثر فاعلية مع الجمهور المستهدف، خاصة إذا كان هذا الجمهور يتحدث باللهجة العامية بشكل رئيسي. خاصة النساء (أمهات الجيل الأول ). ففي بعض الأحيان، تستهدف الشركات فئات عمرية محددة تتحدث بلهجة معينة قصد التأثير .


اللغة العربية

اللغة العربية أحسن اللغات نطقا وكتابة وقواعد، وهي أشرف لغة اختيرت لأشرف الكتب: القرآن المجيد. ونطق بها أشرف نبي على وجه الأرض، واللغة من أعظم شعائر الأمم التي يتميزون بها...

4.41 ألف متابع