الحِلم سيد اﻷخلاق
إذَا سَبَّنِي نَذْلٌ تَزَايَدْتُ رِفْعةً ---------- وَمَا الْعَيْبُ إلاَّ أَنْ أَكُونَ مُسَابِبُهُ
وَلَوْ لَمْ تَكْنْ نَفْسِي عَلَيَّ عَزِيزَةً ------ لَمَكَّنْتُها مِنْ كُلِّ نَذْلٍ تُحَارِبُهُ
وَلَوْ أنَّني أسْعَى لِنَفْعِي وجدْتَني --- كَثِيرَ التَّواني للذِي أَنَا طَالِبُهُ
وَلكِنَّني أَسْعَى لأَنْفَعَ صَاحِبي -------- وَعَارٌ عَلَى الشَّبْعَانِ إنْ جَاعَ صَاحِبُهُ
يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّ قُبْحٍ ----------- فأَكْرَهُ أنْ أكُونَ لَهُ مُجيبَا
يَزِيدُ سَفَاهَةً فأزِيدُ حِلْماً -------------- كَعُودٍ زَادَهُ الإِحْرَاقُ طِيبَا
إذَا نَطَقَ السَّفِيهُ فَلاَ تُجَبْهُ ----------- فَخيْرٌ مِنْ إجَابَتِهِ السُّكُوتُ
فإنْ كَلَّمْتَهُ فَرَّجْتَ عَنْهُ ---------------- وَإنْ خَلَّيْتَهُ كَمَداً يَمُوتُ
سَكَتُّ عَنِ السَّفِيهِ فَظَنَّ أنَّي ------- عَييتُ عَنِ الجوَابِ وَمَا عَيِيتُ
الصمت حكمة
قَالُوا سَكتَّ وَقَد خُوصِمْتَ قُلْتُ لَهُمْ --- إنَّ الجَوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مِفْتاحُ
وَالصَّمتُ عَنْ جَاهِلٍ أَوْ أحْمَقٍ شَرَفٌ ------- وَفيهِ أيْضاً لِصَوْنِ الْعِرْضِ إصْلاَحُ
أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتةٌ؟ ---- والْكَلْبُ يُخْسَى لَعَمْري وهْوَ نَبَّاحُ
أداب النصح
تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي --- وَجَنِّبْنِي النَّصِيحَةَ في الْجَمَاعَة
فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ ------- مِنَ التَّوْبِيخِ لا أرْضَى اسْتِمَاعَة
وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي ---- فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَة