علّمني كيف أفتح أبواب القلب كي تعبرني كروم عشق أزلي، وكيف ألتقط دموع غصنك بشغاف روحي، لأجعل من داخلي سريرًا يريح أثقالك.
إن كانت كلماتي لا تُرضيك ولا تحملني إلى قلبك ونورك وسرمديتك، فاجعلني أتعلم كيف أطرق بابك، وكيف أستقبل إشراقة نورك التي تبدّد ظلام نفسي وتحيي ما هو إنساني فيّ.
أيها الحاضر في عمق الغياب، شعلة النور التي لا تنطفئ في ظلام لا يزول، أرشدني إلى الارتواء من ينابيع كفّيك، ماءً يغسل كياني وينقلني إلى عوالم تتجاوز حدود الزمان والمكان. أخبرني، أيها القادر على بلوغ أقصى حدود جنوني، لماذا أبعدتني عنك؟ كيف استطاع قلبك أن يُقصيني، وأنا الذي انهمر أمامك كالشلال، أفيض حبًا وأُغرق كل ما فيّ عشقًا لا يسعى إلى شيء بعدك؟
علّمني كيف أحبك حبًا يملأني دون حزن أو فرح إلا بك، وكيف أسير خلف خطواتك في دروب الأزمان الملتوية. أرشدني إلى أن أجدك في كل بقاع وجودي، وأن أعبر كل الأبعاد، فأربط على قلبي ليصبح فارغًا إلا من ذكرك، متوهجًا بسيمفونية آياتك التي تنير أعماقي، حتى أضيء كل أرواحي وأوقظ جذوة الروح المطفأة.
علّمني كيف أنقش وجودك في كياني وشمًا خالدًا، لا يُمحى ولا يُزاح، فأصبح فيك، ومعك، ومنك، نورًا لا ينطفئ وأبدية لا تنتهي.