قالت العرب: " أعذب الشّعر أكذبه"

من أكذب ما قالت العرب، يقول المتنبي:

بعيني رأيتُ الذئبَ يحلِبُ نملةً ....ويشربُ منها رائبًا وحليبا 

بالتأكيد فإن المعاني التي خرج إليها البيت هي خارج المألوف، ولا يقبلها العقل والمنطق، ولكن لهذا البيت قصة سأسردها باختصار:

مرّ المتنبي على بائعة سمن فقيرة الحال تبيع الرّطل بعشرة دراهم، فجاءها رجلٌ غني ميسور الحال فاشترى عشرة أرطال، ورفض أن يدفع لها سوى عشرة دراهم، ومضى، فأخذت تبكي وتنادي عليه فلم يستَجب، ثم نادى عليه المتنبي بنفسه ولكن دون جدوى فأنشدَ المتنبي قائلًا:

بعيني رأيتُ الذئبَ يحلِبُ نملةً ....ويشربُ منها رائق اللبن

يقوم بيت المتنبي بمقاربة موضوع الصراع الاجتماعي، والانحلال الأخلاقي بطريقة فريدة. ينقل إلينا من خلال ذلك صورا متشابهة. في أزمنة مختلفة.

فكيف يمكن أن نقارب، كما المتنبي موضوع الذئب والنّملة في زماننا هذا؟