كلحظةِ إدراكِكَ أنَّ جسدكَ ليس مصنوعًا من موادٍ مُقاوِمَةٍ للرَجْفة.. وكلحظةِ إدراكِكَ أنَّ ثباتَك لم يُخلَقْ مِنْ ظهرِ جَبْل. وكلحظةِ إدراكِكَ أنَّ جسدَكَ بإمكانه بسهولةٍ أن يتعرَّفَ على وقوعِه. كلحظةِ إدراكِكَ أنك أصغرُ من أنْ تُقَدِّم العنايةَ لنفسِك، وأنَّك أكبرُ من أن تجري في شارعٍ مكتظٍ دون أن يلومَك أحد. وكلحظةِ إدراكِكَ أنَّك بحاجةٍ لأن تركضَ مناديًا بمكبِّرِ صوتٍ على عمرِكِ الحقيقي صارخًا: أين أنت! وكلحظةِ إدراكِكَ أنَّ لا بطولةَ في الوحدة، وأنَّ التصفيقَ بداخلكَ كانَ نواحًا فوق نعشك. كلحظةِ إدراكِكَ أنكَ مُتَوَرِّطٌ في سباقات.. يتسابقُ أرقُكَ مع بكائِك؛ أيهما يؤسِّسُ فيك بيتًا أوسع. ويتسابقُ شغفُكُ مع صمودِك؛ أيهما يغادرُك أسرع. وتتسابقُ روحُكَ مع الوجودِ حولَك؛ أيهما ينهارُ أولًا. كلحظةِ إدراكِكَ أنَّ دليلَ استخدامكَ مكتوبٌ بلغةٍ لم يفهمها أحد، لم تفهمها أنت. وكلحظةِ إدراكِكَ أنَّ موتَ أحلامِكَ لم يُحتَسَب شهادة. وكلحظةِ إدراكِكَ أن ربتَهم عليك لا يعني فهمهم لك، ومواساتك لا تعني رؤيتهم لك، وفضفضتُكَ جاسوسٌ لا صديق. كلحظةِ الإدراكِ عمومًا؛ تعرفُ كمْ أنتَ وحيد.