وفي ختام أكتوبر… أُحبكِ.




أُحبكِ لأنكِ آخرُ ما تبقّى لي من دفءِ هذا العام،

آخرُ شعاع من نور يلوّن أيامي الباهتة،

وآخرُ قلب نابض بالصدقِ في زمن أضناه الزيفُ وتكاثرت فيه الأقنعة.




أُحبكِ لأنكِ اليدُ التي لو امتدّت إليَّ الآن،

لأمسكت بروحي الضائعةِ في مفازاتِ الوحدة،

وأعادتها إلى الحياةِ كما يُعيد المطرُ وجهَ الأرضِ بعد جدبٍ وموات،

وأحييتِ في قلبي إحساسًا كنتُ أحسبه مضى ولن يعود.




أُحبكِ لأنكِ الروحُ والهمسُ الذي يسكنُ سكوني،

والصورةُ التي لا تُفارِق خاطري،

والسرُّ الذي يمنحُ للزمانِ معنى،

والسلامُ الذي لا أجده إلّا بين ضلوعكِ.




وفي ختام أكتوبر،

أكتبُ حقيقة واحدة

أن قلبي، كما كان منذ البداية،

مرتبط بكِ، ومعكِ، وبكِ.

يخفقُ في صمتٍ لكِ وحدك،

ويعلمُ أن لا شيء في هذا العالم يمكن أن يحلّ مكانكِ،

ولا حبًّا آخرَ يملأ فراغكِ في روحي.




أُحبكِ، وأعلمُ أن هذه الكلمة، على جلال معناها، أضألُ من أن تُعبّر عمّا أُكنّه لكِ،

وأوهى من شوقٍ يسري في عروقي،

يجعلكِ حاضرة في كلّ نبضة من نبضاتي،

وفي كلّ تفصيلة من تفاصيل أيامي.




أُحبكِ، وأعدكِ أن قلبي لن يعرفَ الراحةَ إلّا معكِ،

ولا السلامَ إلّا حين تبتسمين،

ولا الحبَّ إلّا حين يكون لكِ وحدكِ.

فكلّ لحظة أمضيتُها بعيدًا عنكِ،

كانت تمهيدًا لأكتشفَ أنّ الحياة لم تبدأ إلّا حين أحببتكِ،

وأنّ ما قبلَكِ لم يكن إلّا ظلًّا باهتًا لما أنتِ عليه من حياة ونور.




وفي ختام أكتوبر،

أقولها مجدّدًا أُحبكِ،

وأقسمُ أن قلبي، مهما تبدّلت الفصول،

وجفّت الأنهار، وتغيّرت الوجوه،

سيبقى معكِ، لكِ، وبكِ،

لا يعرفُ في هذا الوجودِ إلّا أن يحبكِ ويذكركِ،

حتى لو غابت الشمسُ عن سمائي،

وطوتِ الأيامُ صفحاتها،

فسيبقى اسمُكِ منقوشًا على جدارِ القلب،

وروحُكِ تفيضُ فيه

وأُريدكِ أن تعلمي أنّ ما مضى من أيّامي كان تمهيدًا لهذا الحبّ،

وما سيأتي منها لن يكون إلّا امتدادًا له.

أُحبكِ كما يحبُّ المطرُ الأرضَ العطشى،

وكما يحبُّ الفجرُ ميلادَه بعد ليلٍ طويل،

وكما يحبُّ القلبُ سلامَه حين يجد مأواه بين يدي من يُحبّ.




أُحبكِ، وأرجو أن تبقي كما أنتِ،

ولو تبدّلَ العالمُ من حولنا،

ورحل الناسُ، وبهتت الأسماءُ، وغابت الشمس،

فسيبقى قلبي يعرفُ طريقكِ،

ويعلمُ أنّ لا حبَّ بعدكِ يُعادلكِ،

ولا دفءَ سواكِ يُشبهكِ.




وفي ختام أكتوبر،

أقولها أخيرًا أُحبكِ،

وأعدكِ أن قلبي، مهما طالت الليالي وتبدّلت الأعوام،

سيبقى كما هو… معكِ، لكِ، وبكِ،

ولا يعرفُ في هذه الدنيا إلّا أن يحبكِ.




فكري محمد الخالد