بلا شك أن لكل إنسان على هذه البسيطة نظرته الخاصة للحياة، وتتعدد وتتباين هذه النظرات وفقاً لاختلاف الشخصيات واختلاف فلسفة الشخص وأفكاره .

يقولون كن جميلاً ترى الوجود جميلاً، ويرددون عبارات كـ اضحك تضحك لك الدنيا، ولكن ماذا إن حدث العكس ؟ هل ستنعكس الآية، ماذا إن كنت ذميماً قبيح الهيئة والخلق كيف سأرى الوجود حينها ؟ وهل تعبس الحياة في وجهي إذا عبست لها ؟

يقول إيليا أبو ماضي :

أَيُّهَذا الشاكي وَما بِكَ داءٌ
كَيفَ تَغدو إِذا غَدَوتَ عَليلا
إِنَّ شَرَّ الجُناةِ في الأَرضِ نَفسٌ
تَتَوَقّى قَبلَ الرَحيلِ الرَحيلا
وَتَرى الشَوكَ في الوُرودِ وَتَعمى
أَن تَرى فَوقَها النَدى إِكليلا
هُوَ عِبءٌ عَلى الحَياةِ ثَقيلٌ
مَن يَظُنُّ الحَياةَ عِبءً ثَقيلا
وَالَّذي نَفسُهُ بِغَيرِ جَمالٍ
لا يَرى في الوُجودِ شَيئاً جَميلا

لا يستوي من يفتتح يومه بالتشاؤم والعبوس ويقضيه شاكياً بعدد أنفاسه حتى آخره، ومن يفتتح يومه بالتوكل على الله بكل أمل لتلقي يوم جديد كتبه الله له في نظرتهما للحياة وتعاطيهما مع أحداثها، فالأول يرى الحياة حمل ثقيل عليه ونذير للشؤم، والآخر يرى الحياة بنظرة أكثر إيجابية وسعة .

إذا هل المطلوب منّا هنا الضحك طوال الوقت، وعيش الحياة الوردية التي نحلم بها؟ بالطبع لا، إن فعلناها نكون بلهاء ولسنا إيجابيين، ولكن يجب علينا النظر إلى الحياة بإتزان خبيرٍ بحقيقتها، بتأرجحها وحركتها الدؤوبة، يجب أن نعي بأن حياتنا ما هي إلا مزيج من المساوئ والمحاسن، وما علينا سوى استخلاص الفوائد واختلاس اللحظات اللطيفة وإن كانت عجولة .

بالعودة إلى الأبيات، نجد أبو ماضي قد قسى في وصفه الشخص الذي يرى الحياة عبءً ثقيلاً، بأنه هو بظنه هذا يعد عبءً على الحياة، هل تعتقدون أن إيليا أبو ماضي بالغ في وصفه أم أنه أنصف ؟ بالأخص مع المشاكل والصعوبات التي نواجهها يومياً في حياتنا والتي تعزز من نظرتنا للحياة كعبء ثقيل نحمله بانتظار لقاء حتفنا.

والآن أخبرني ..كيف هي نظرتك للحياة وماهي انعكاساتها على أحداث حياتك ؟ هل أنت إيجابي أم سلبي ؟