فوق السماء المخملية، أو كيف تصبح شاعرًا؟ حامد الخطيب
هي تلك التي يسكنها السادة المثقفون، الذين يحبون الشعر تحديدًا أو يولعون به. ويجدون فيه معانًى غامضة لم يعرفها الشعراء أنفسهم، أو شعراء بالفعل، هجروا مدرسة السهل الممتنع في التعبير
أليس هنالك سماء مخملية لمن يحب السرد والنثر؟
شخصيا لا أحب الشعر ولا اقترب منه رغم أني درسته لـ 3 سنوات، من ما قبل الجاهلي إلى الشعر الحاضر، ولم يشدني أبدا
الكتابة حرفة ممتعة، وليست وليدة اللحظة كالشعر، والسماء المخملية في النثر أكثر جدلية من الشعر. وأعلى المقيمين فيها هو شيخنا الرافعي في بضع كتبه التي تدرجت من السهل حتى العجائبي.
وعلى أسلوب الرافعي في سمائه المخملية الجدل الكثير، وقد عابه طه حسين مثلًا، وجرى بينهم ما جرى من الهجاء.
وطه حسين نفسه له سماء مخملية ككتابه جنة الشوك الذي تغير أسلوبه فيه أيما تغيير.
وأبو العلاء المعري كبيرهم الذي علمهم السحر.
وعن نفسي أميل كل الميل إلى الأدب الممتع الفخم قوي الأسلوب، أو السهل الممتنع، كالشيخ على الطنطاوي وذكرياته اللذيذة واشتياقه الذي لم ينضب يومًا لبلده الأم سوريا.
ومن الأدباء الممتعين هذه الأيام عبد الفتاح كيليطو، وبلال فضل.
وأظن أن التدوين والسيو قد شوها شيئًا من جماليات الكتابة الفصيحة؛ فمن المهم اختيار الجمهور، وليست كل الجماهير تميل للفصيح، وأصبحت سماء النت ملوثة بضباب الركاكة، ودنو التعبير.
ولعلي لم أسلم أنا الآخر.
التعليقات