عندي خطّة تضمن نجاحاً مالياً بعد سنتين، لكن مُطالب بمساعدة أهلي، أتملّص من مسؤولياتي، أم أؤجّل حلمي؟

طلال أبو غزالة، شخصية ريادية ناجحة، في أحد مقابلاته يقول: عندما كنت في بيروت كنت أخبئ الفواكه الذين يقدمونه لنا في الجامعة حتى أشاركه مع عائلتي، لا أريد أن آكل شيئاً لا يستطيعون أكله.

نعم أتذكّر هذه المقابلة بالفعل، حين ذكر أيضاً كيف فاز بأوّل مسابقة أدبية له في الجامعة وأخذ الجائزة الأولى فاشترى بها أغراض لأهله يومها، من الجيّد تذكّر هذه المقابلة للحقيقة في هذه اللحظة التي أريد فيها أتخاذ قرار مشابه، على أنني لا أعرف فعلاً كيف سارت حياته بعد ذلك وهل اضطر بعد ذلك إلى القيام باحتياطات وتضحيات كبيرة شبيهة بطرحي ليحصّل ما حصّله الأن من ثروة.

 يعتمد على عوامل كثيرة، مثل حجم المساعدة التي تحتاجها أسرتك، ومدى ثقتك بخطتك المالية، وما هي قيمك وأولوياتك في الحياة.

واثق للأمانة جداً بخطّتي المالية، أعدّ أمراً بإذن الله يضمن لي أن أحقق ربحاً طيباً مُجرّباً، أسلك طريق معروف لا يحتاج منّي إلا بذل الأوقات فيه، السنتين كاملتين، لكن بالنسبة لحاجة أسرتي فأعتقد بأنّهم وبحلول الشهر القادم سيبدأ الاعتماد عليّ بنسبة كبيرة جداً، حيث أنني مضطر للصرف وإهدار الوقت أيضاً في هذه المسألة وهذا الأمر يضجرني في أنني فعلاً لا أجد طريقة لا إلى تأجيل هذا الأمر ولا إلى تسريع هذا الكسب.

حاول التواصل مع عائلتك بصراحة وصدق. اشرح لهم خطتك المالية وأهدافك وآمالك. اشرح لهم كيف ستستفيد منها في المستقبل. اشرح لهم كذلك مشاعرك وصعوباتك. اطلب منهم فهمك ودعمك وثقتهم بك. اسمع رأيهم وانصحهم بصبر وحسن نية

لو كانت المدة قصيرة التي أريد أن أطلب منهم بها هذا الأمر لكنت فوراً قمت بذلك، يعني لو كانت مثلاً حوالي شهر أو شهرين كنت قمت بذلك بلا حتى مبالاة بالعواقب ولكن أشعر إن قمت بذلك الأن وخضت فعلاً هذه المحادثة معهم بأنّ الأمر سيبدو مثل وكأنني أقوم بالتبرّئ والتخلّي عن مسؤولياتي الشخصية متعللاً بأمر لم ولن يحدث بنظرهم، لن أربح أي شيء من هذه المحادثة بالمنطق إلا الازدراء وعدم الاحترام.

يعني غالبا ما نضع بنود بند نفاقات وبند ادخار وما إلى ذلك، ووفقا لذلك نضع خطة مالية

هذا أفضل رد أحييك عليه، إذا كان صديقنا وضع خطة تجعله مخيرًا بين أمرين كلاهما أهم من الآخر فهي ليست خطة متوازنة، ولا زال ينقصها تحري بعض الجوانب فيها.

زيادة مدة الخطة بدلا من سنتين تكون 3 سنوات مثلا.

تُعجبني هذه الحلول للأمانة، أجد أنّ هذا الخيار أكثرهم منطقية، ولكن هذا الأمر سيجعلني أسوء نفسياً وإن استطعت تحقيق كلا الهدفين معاً فعلاً، يبدو أنّهُ يلزمنا حلول حكومية قويّة تجعل الحياة أكثر سهولة على الشبّان من هذه الناحية، الشبّان الذين قد ربما يوقفون أعمالهم التي تنشّط الإقتصاد لأجل أنّ هذا يثقلهم فعلاً بسبب مصاريفه الكبيرة لإعالة أهله، أسوء ما قد يحصل لأي شاب.

زيادة دخلك بعمل إضافي أو عمل مستقل.

هل حقّ نفسي بالراحة يسقط برأي حضرتك بوجود هدف بهذه الأهمية مثل إعالة أهلي؟

للصراحة أنا أميل إلى هذا الحل أيضاً على الأقل بيني وبين نفسي، ولكن أشعر بثقل في ذاتي عند ميلي إلى هذا الخيار، أشعر بأنّ الأمر كذنب أقترفه، كخطأ لا يجب أن أقدم عليه، لذلك أقف محتاراً للحقيقة في التفريق بين إجابتين لسؤال واحد يعنّ على بالي الأن وهو هل هذه الشكوك التي تطرأ في ذاتي هي تنبع لتنبّهني على حقيقية فعلاً أم أنّ ليس إلا وهماً عاطفياً يجب أن أتخلّص منه؟ كيف يمكننا التمييز بين الأمرين!