السفر والغربة جزء أصيل من التجربة السورية في السنوات الأخيرة، أنا كنت ممّن سافر أيضاً، بعد سنة ونصف على السفر أشعر بأنّ هُناك ثقل يفرضه غيابي على أهلي وزوجتي، لذلك أتمنّى أن تنصحني بكيفية التخفيف على أهلي وزوجتي ثقل الغياب؟ هل هناك نصائح عمليّة يُمكنني بها تخفيف هذا الثقل عنهم؟
انصحني بكيفية التخفيف على أهلي وزوجتي ثقل غيابي؟
لا يسعني بالتأكيد أن أنصحكَ في هذا الوضع الصعب بالقدر الكافي. أوّلًا، يهمّني جدًّا تقدير الموقف، حيث أنّني أشجّعكَ فعلًا على شجاعتك على مشاركة هذه الأزمة وقدرتك على إدارة الوضع بهذه القوّة. لك كلّ التوفيق إن شاء الله يا صديقي.
ومن الناحية الأخرى، فيما يتعلّق بالنصائح التقنيّة المتعلّقة بهذه الفكرة، فإن العمل على التخلّص من آثار الغياب والفرقة أمر ممكن للغاية. في البداية، أجد أن غرس قيمة العمل في الأسرة بأكملها هو طوق النجاة، حيث أنه يساهم في تحفيز مختلف أفراد الأسرة نحو اتخاذ المسالك المتعدّدة التي تساعدهم على هذا الوضع. وبالتالي فإن الوضع رغم صعوبته، يمكنك تحويله إلى دافع وهدف أمامكم جميعًا. تتكاتفون من أجل إحراز كل خطوة تقدّم ممكنة فيه.
أجد أن غرس قيمة العمل في الأسرة بأكملها هو طوق النجاة، حيث أنه يساهم في تحفيز مختلف أفراد الأسرة نحو اتخاذ المسالك المتعدّدة التي تساعدهم على هذا الوضع
هل تقصد حضرتك بأنّهُ عليّ أن أقنع باقي أفراد أسرتي بالعمل والقيام بأمور ونشاطات في حياتهم أكثر لتخفيف هذه الأعباء النفسية الناجمة عن سفري؟ أي أن يملأ الواحد منهم حياته بالكثير من الأنشطة حتى يصعب عليه أن يجد أوقاتاً للحنين والشعور بالفقد؟
أخي ضياء كل الأمنيات الطيبة لك و بالتجمع العائلي من جديد. ولكن لما لا تعمل على أن تجلب أهلك إلى حيث تقيم وتقطن؟! أعتقد أن هذا ممكن ويمكن أيضاً توفير أعمال لهم تناسبهم و بالتالي يلتئم شمل الأسرة من جديد. أعلم أن تلك الأيام قد تكون ثقيلة بغيضة إلينا؛ فهي أيام شتات واغتراب ولكن لما لا؟ فأرض الله واسعة وكما نقول بالمصري: أين بلدك...قال : التي فيها أهلي ورزقي....
ولكن لما لا تعمل على أن تجلب أهلك إلى حيث تقيم وتقطن؟!
مرحلة الاغتراب هذا السوري عند الشبّان هذه مشكلتها لنسبة كبيرة منهم، حيث أنّ نصف المهاجرين تقريباً خرجوا من الشباب دون أي أمل بالاستقرار خارجاً في البلدان التي وصلوا إليها، معظمنا يشعر بأنّهُ غير قادر على الاستقرار في الخارج نفسياً وإن سَهُل هذا مادياً، أشعر أنّ مصر بالاضطرابات الأخيرة الإقتصادية غير ملائمة لأسرة مستقرّة ولذلك أفكّر بالعودة مرّة أخرى قريباً ريثما أستطيع القيام بما جئت إلى هُنا من أجله، تحقيق أمور مهمّة على الصعيد المهني يصعب القيام بها في بلدي الأم سوريا حالياً.
دوما لا أرجح أن تنفصل العائلة حتى بالسفر، لكن الظروف السورية فرضت الأمر وبقوة حتى أصبح كل فرد بالعائلة بمكان ما، جمع الله شملكم جميعا.
مبدئيا حاول الاتصال بأهلك وزوجتك بشكل دوري، سواء كان ذلك عبر الهاتف والمكالمات الفيديو، لتبادل الأحاديث والأخبار اليومية والتأكد من أنهم بخير.
تقديم الدعم العاطفي، فغالبا ما يشعر أفراد عائلتك بالوحدة والحزن بسبب غيابك، لذلك حاول تقديم الدعم العاطفي لهم وإظهار اهتمامك بهم ومشاعرهم.
إرسال الهدايا والرسائل: يمكنك إرسال الهدايا الصغيرة والرسائل الحلوة إلى عائلتك وزوجتك بشكل منتظم لتذكرهم بحبك واهتمامك بهم. لا اعلم مدى إمكانية ذلك لكن الأمر له أثر نفسي جيد جدا.
حاول أن تزورهم بإجازات دورية قدر الإمكان، وإن كانت ظروفك بالمكان الذي أنت به تسمح باستقبال زوجتك على الأقل للم شمل عائلتك الصغيرة، فافعل ذلك دون تردد، حتى لو كان الوارد على قدر الصادر.
إرسال الهدايا والرسائل: يمكنك إرسال الهدايا الصغيرة والرسائل الحلوة إلى عائلتك وزوجتك بشكل منتظم لتذكرهم بحبك واهتمامك بهم. لا اعلم مدى إمكانية ذلك لكن الأمر له أثر نفسي جيد جدا.
هذا خيار جديد يبدو أنّهُ مهم ولم أنفّذه حتى الآن، أن أرسل هدية، هُناك تطبيقات كثيرة ومشاريع تقوم بهذه المهمّات، تربط بين البلدان في الخارج مع الداخل السوري، سأستعين بهم وأقيس النتائج، علّ هذا الأمر يُحدث فرقاً، بالنسبة للإتصالات فهذا جزء لا يتجزّأ من حياة أي مغترب على ما أعتقد بشكل عام وليس السوري منه فقط.
التعليقات