الحمد لله لدي نعم كثيرة من صحة و مال و وظيفة و اهل طيبون لكنني رغم ذلك احس بالنقص لأنني غير متزوجة و خاصة قد كبر عمري و مهما حاول الجميع اقناعي بأن الكل لديهم نقص و الدنيا لم تكتمل لأحد لا اقتنع و اظل افكر بما ينقصني و اظن اني لن احصل عليه ابداً ما الحل؟
النعم المفقودة
تشعرين بذلك لأن هذه فطرة طبيعية ولستِ ملامة، ولكن فعلًا الدنيا طُبعت على كدر، فإما أن الله يدخر لك رزقًا مؤجلًا في الدنيا تنسين معه حزنك، أو أن أجرك مدخر للآخرة، وعندها تنسي الدنيا بشقائها.
ها نحن ذا في رمضان، اكثري من الدعاء وتصدقي بنية أن يرزقك الله من تقر به عينك، ولا تطيلي التفكير فيما ينقصك حتى لا تزاحمي قلبك بالألم، اقرئي عن ثواب الصبر وقصص الصابرين وحكمة الله في الابتلاء وإياك أن تظني أن وجعك يهون على ربك، كثيرون نصحوا بكتاب لا تحزن للدكتور عائض القرني.
ولا تنسي أن الصحة والمال والوظيفة نعم عظيمة لا تغفلي عن دوام حمد الله عليها، "ولئن شكرتم لأزيدنكم"
كنت سألت أحد الشيوخ عن هذه النقطة:
عندما يتوجع الإنسان بسبب نقص نعمة بعينها، والناس يذكرونه ببقية النعم، وهو لا ينكرها لكن قلبه متعلق بشيء يفقده هل هذا كفران للنعمة أو شيء من عدم التسليم؟ فأجاب: لا ولكن يجب ألا يقودنا الفقد لأن نتسخط على أقدار الله.
فمن رضي فله الرضى.
فأجاب: لا ولكن يجب ألا يقودنا الفقد لأن نتسخط على أقدار الله.
أجملت ما أردت قوله يا فاطمة، الإنسان يغفل عن كثير من النعم لو فقدت لعلم أن ما حزن عليه كان لا يستحق، احمد الله كثيرًا على ما أنت عليه ليزيدك الله من فضله ومن كرمه.
واستغلي الشهر الكريم بدعاء جميل اعتدت عليه حينما أجد قلبي ليس في محله الصحيح" اللهم علق قلبي بك" " اللهم علق قلبي بذكرك، بالقرآن" هذه الأدعية سحرية تجعل الإنسان ينسى كل ما يضني حياته.
و اظل افكر بما ينقصني و اظن اني لن احصل عليه ابداً ما الحل؟
هذا من طبع الإنسان، للأسف فهو طبع سيء أنه ومهما كانت حاله فهو يرى دوما لجانب النقص في حياته، سواء كان غنيا أم فقيرا، ميسورا أو معسور الحال.
ما ينقص الإنسان هو القناعة فهي كنز من ذهب، نحن لا نقول أن لا نحلم ولا نتمنى أن نصل لكذا وكذا فالقناعة لا تمنعنا من ذلك لكنها تربي أنفسنا على شكر الله عل نعمه علينا بأن نطيعه وأن نتصدق من مال الله الذي أعطانا إياه وأن ندعوه سبحانه وتعالى كي يرزقنا من فضله.
التعليقات