اكسبي الاثنان معاً ولا تخسري الكل ، تفوقي فيما انت فيه الان فإن وصلت الى كلية الطب فهو انجاز عظيم وتحقيق رغبتك وامنتيتك ، وان لم تصلي اليها فتمسكي بما انت عليه ، وضيفي عليه التطوير والاخلاص والاجتهاد ، فتحصلي ايضاً على النجاح وربما تحققي انجاز لن تتمكني من صنعه في كلية الطلب ، ليس هناك احلام تتحطم ، بل في كل طريق هدف ممكن الوصول اليه ، في كل طريق بوصلة للنجاح فيه ، المهم هو الطريقة التى نسلك بيها هذا الطريق ، والايمان به ، والثقة في النفس .
بين كلية بتحبها و كليتك في الوقت الحالي تختار مين فيهم ؟
شردت قليلاً وأنا أقرأ السؤال فأنا أيضاً في وضع مشابه بين تخصصي الحالي والتخصص الذي كان رغبتي الأولى، ولكن الحكم صعب منذ الآن وتخصصي الحالي ليس بعيداً عن نطاق رغباتي واهتماماتي .. لذا إذا كنت سأجيب نفسي على هذا السؤال فستكون إجابتي "خذي فرصة كافية ثم قرري" .
بالنسبة لكِ أنتِ فالنصيحة أيضاً قائمة : "اعطِ نفسك فرصة كافية حتى تصلي لمرحلة الجزم في قرارك ولا تتسرعي في الإختيار فتظلمي نفسك .. قد تجدي نفسك في تخصصك الحالي وقد لا تنجحين في تخصص رغبتك" .
أما إذا كنتِ تشعرين بأن تخصص التمريض يقتل حلمك ويعاكس ميولك، فليس هناك ما يجبرك على دراسة تخصص أنت تكرهينه ولكن بشرط أن لا يكون سبب تركك للتخصص هو صعوبته لأن القاعدة تقول أنه لا يوجد تخصص سهل وأن ما يجعل أي تخصص محتمل لدى أي شخص هو شغفه في هذا التخصص وليس لسهولته هو لذاته .
الطب تخصص رائع ولكنه في الوقت نفسه تخصص صعب جداً وينبغي أن تعرفي ذلك قبل أن تقدمي على خطوة تغيير التخصص، ويمكنك السؤال عن التخصص والتعرف عليه أكثر حتى تبني قرارك على أسس متينة .
منه خايفه نحلم تاني و تتحطم أن حلمي مش تحقق تاني و نبكي
لا تخافي من الفشل ولا تخافي من السقوط أبداً، فهما مرحلتين طبيعيتين في حياة أي إنسان، ومهما كان قرارك خاطئاً فهناك دائماً فرصة ثانية، المهم هو أن لا تغلقي على نفسك الباب أمام الفرص، وأن لا تتجمدي مكانك خوفاً من التعثر والسقوط .
بعد أن تخرجت في الكلية ازددت قناعةً بأن النجاح يمكن تحقيقه في أي مجال تنافسي. فلو تسنى لي مثلا أن أدخل كلية الهندسة لما رأيت في دخولها تحقيقا لما أردت في الثانوية ولكنها وجميع الكليات التي تدرس علما نافعا سواء ويبقى الدور علي في تحقيق الإنجاز في أي كلية أدخلها، أن أبلغ في العلم مبلغا، أن أقدم نفعا عظيما فخير الناس أنفعهم للناس. فإن كان عدم رضاك عن كليتك نابع من نظرة المجتمع، أو تأثير الأغلبية أن الطب والهندسة كليات قمة ...إلخ، فلكي أن تنظري إليها من منظور أوسع. وإن كان عدم رضاك نابع من عدم قدرتك على تحقيق استفادة من الكلية أو إفادة نفسك والأخرين من خلالها فلابد إذا من أن تحدثي أهل بيتك الكرام في ضرورة السعي وراء الشغف لتحقيق النجاح المطلوب. ولابد من أن تصري على موقفك وأن تكرري لهم أن مجرد كرهك للكلية سبب كافٍ لعدم استكمال الدراسة فيها ولعدم النجاح أيضا.
أقدّر حيرتك يا إسراء ، لدي صديقة في كلية الصيدلة وتخرجت بالفعل العام الماضي وحتى الآن تفكر أن تدرس الطب وترى أن قد فاتها حلم عظيم ..
دعني أحدثكِ من جانبين ، جانب النُصح ، وجانب الوعي بالدراسة التي تطمحين لها.
أما الأول فـ :- ما الذي جعلكِ توقنين أنه شغفك؟ لم تجدي نفسك في التمريض ولا شغف لكِ فيه أم ماذا ؟
أخشى أن يكون الحلم فقط بسبب لقب طبيبة والا تكوني على دراية بقيمة علمك الحالية وكيف لكِ أن تكوني ذات أثر طيب وصالح في نفوس الناس.
وأما الجانب الآخر فبإمكاني القول أنكِ إن كنتِ تقولين أريد ادرس الطب لأكون مثل مجدي يعقوب وامثال الطب الشهيرة فلن أحطم لكِ التشبيه كاملًا لكن باستطاعتي القول أنكِ ستُصدمي ولو لبعض الوقت ..
ستصدمي حين تجدي سنين الدراسة الأولى نظرية بحتة ولا تستطيعي التطبيق إلا قليلًا.
ستصدمي وأنتِ بين عشرات الكتب لا حول لكِ ولا قوة على كم المناهج وتعقيدها.
أعرف أن التمريض صعب أيضًا، لكني أود لو أطرح لكِ الصورة كاملة.
في مصر على سبيل المثال لن أستطيع أن أحصل على تخصص معين إلا بمجموع تراكمي معين وإلا ستفوتني الفرصة.
الخلاصة يا إسراء ، أنتِ أكثر شخص على دراية بأمره ويعرف لماذا يريد أن يبدأ مسارًا آخر .. فاختاري يعد تعقل شديد ما الذي ترغبين به.
التعليقات