قصة_قصيرة

حوار_بين_الحيوانات

في احد الايام كان الفهد يتجول في الغابة فلاحظ جروً صغيرً يجلس عند بوابة الغابة و جسده مليء بالدماء، فسأله قائلاً

:ماذا جرى ايها الصغير لما انت هنا؟ وماهذه الدماء التي عليك؟

اجابه و عيناه غارقتنا بالدموع

:لقد وضعني سيدي هنا بعد ان اكلت قطعة اللحم التي كانت على طاولتهم ف ضربني ثم تركني وحدي في هذه الغابة المظلمة.

:يالك من مسكين يا صغيري، ولكن هذه حقيقة البشر وحوش تدمر كل شيء امامها ولا تملك ذرة رحمة في قلوبها.

:كلا، ارجوك لا تقل هذا فأنا احب سيدي لقد كان يرعاني ويطعمني الا انه تغير فجاءة، البشر غريبون حقا.

:كلا ليسوا غريبين، البشر عندما يمتلكون شيئاً جديداً يهتمون به ويرعونه حتى يملون منه ويرمونه كما فعلو بك، اسالني انا عن وحشيتهم.

:لماذا انت تكرههم الي هذه الدرجة؟ مالذي فعلوه بك؟

:يا صديقي انا مثلك، جديد في هذه الغابة فقد كنت اسكن غابات الامازون قبل مدة الا انها بسبب البشر واهمالهم تركوها تجف وتجف حتى بدأت الحرائق تشتعل فيها وتدمرت الغابة و تهجرت من منزلي اما عائلتي فقد لقو حتفهم و ماتوا تحت أنقاض الحريق، وبعدها بدات تمطر و ضللت الطريق فمت جوعاً تحت قطرات المطر.

:ياللهول كم انك مسكين ايها الفهد، لم اعلم انهم سيئون الى هذه الدرجة

تدخل الفيل قائلاً

:وهل تعتبر ما حدث معك مأساة بل المأساة الحقيقة هي التي حدتث لي ولصغيري.

اجاب الفهد

:لما مالذي حدث لك.ِ؟

:لقد وضع مجموعة اشخاص متوحشين متفجرات داخل ثمرة الاناناس و اطعموني اياها و انا بكل عفوية وبرائة تناولتها لانني كنت جائعة و فجاءة انفجرت في فمي و بدات انزف وانزف و هم يضحكون علي، فركضت الى البحيرة لكي اطفئ ناري ولكني متت بسبب النزيف الذي في فمي، وكان صغيري في بطني توفي معي قبل ان يرى نور الشمس.

:انا حقاً اتفاجئ من قساوة هؤلاء البشر لماذا هم هكذا، لقد تقطع قلبي بعد ان سمعت حادثتك، انا جروً صغيرً لم اعرف عائلتي أبداً كل ما عرفته هو سيدي الذي تحول الى وحشً عنيف، منذ متى وهم وحوش هكذا؟

جاء الذئب وهو يعوي ويقول

:منذ عصر الأنبياء، هم وحش منذ عصر الأنبياء انهم ليسوا وحش ضدنا وحسب بل بين بعضهم بعضا، مليئون بالحسد والكراهية.

اجابت الحيوانات

:كيف عرفت هذا؟

:لقد اخبرني والدي بقصة جده الكبير، الذي كان موجود في زمن النبي يوسف (عليه السلام) وكيف ترك اخوة يوسف أخاهم الصغير في البئر و اتهموا جدي بالتهامه فقط كي يغطو على قذارتهم وافعالهم الموحشية، اما انا فقد كنت اعمل تحت إمرة رجل ظالم كان يضربني كل يوم حتى هرمت و تركني في الشارع اموت جوعاً.

صرخت البومة و الغراب قائلين

:على الاقل لا يعتبركم احد موقع للنحس وسوء الحظ...

اكمل الغراب متحدثاً

:لقد شهد جدي اول جريمة حدثت في التاريخ وهي جريمة مقتل قابيل لهابيل وكيف حاول ان يخفي جثته، كان شقيق جدي قد توفى لذا حفر له قبر ووضعه فيها، وعندما رأى قابيل هذا بدأ يلوم نفسه ويقول، أعجزت ان اكون مثل هذا الغراب، ومن هناك بدأ الجميع يتهموننا باننا نجلب سوء الحظ فقط كي يغطون على أفعالهم السيئة...

قال الجرو وهو يبكي

:يبدو ان الجميع قد تعرض للسوء من قبل البشر، بل حتى البشر نفسهم تعرضوا للسوء من قبل انفسهم.

اجابت الفيل

:اجل اغلبهم كائنات سيئة اينما حلت حل الخراب والدمار

أنهى الذئب هذه المحادثة وهو يقول

:سوف ياتينا الكثيرون من هم مثل حالتك اياه الجرو الصغير حتى البشر الطيبون سيأتون هنا يوماً ما، ادخل إلى الغابة فهي جميلة جداً و هي مأوى لكل المساكين...