وقفت في محطة قطار معقدة لمن يأتيها أول مرة، مكونة من ثلاث ممرات كل ممر يتسع لقطارين، وأنا واقف يمر علي السائلين عن مواعيد القطارات وأماكن مرورها تذكرت عندما أتيت هنا أول مرة، وكلما سألت أحدًا قال لي إجابة مختلفة.
مر من أمامي ببطء قطار مزدحم قليلًا لكن العربات هادئة، إلا واحدة كانت تحوي شجار عنيف بالداخل، فخطر على بالي لو أني معهم :D
ركبت قطارًا مؤجج بالبشر من أوله إلى آخره، الوجوه ممزوجة بالتعب والقليل من الفضول، بائع يمر والآخر خلفه ثم الآخر متسابقين على الزبائن، لكن من ينفرد ببضاعة خاصة لا يحتاج للتسابق، فلا يوجد من ينافسه، فيمر بهدوء تام تاليًا للمتاحربين في الأمام، لم يكن هذا العدد الزائد من البائعين كما كان قبل ثلاثة أشهر أو أقل.
نهاية الأسبوع تتمثل في انفجار سكاني مختلط بطلاب الجامعة والمدرسة وأصحاب الأعمال الحرة والموظفين ومختلف أفراد المجتمع داخل غرف معدنية منطلقة، لكن هذا التجمع ينقص محطة تلو الأخرى، ثم يزيد كما كان في المحطات التالية :)
حينما يمر الوقت والوجوه تنظر بملل هنا وهناك همت فتاة لتقف أمامي لوجود مساحة جيدة بلا تزاحم، مر وقت آخر وأنا أنظر للنافذة، ثم أنظر إلى الباب، فأتفادى النظر في الوجوه الفضولية الموجهة نحوي، ربما ملامحي غريبة عن المكان أو مظهري العام، لأن المدن متقاربة من بعضها البعض والطباع متقاربة، ,وأنا أتيت من مكان بعيد، فالسؤال الأساسي في مشواري هو من أين أنت؟
إلى أن حان وقت نزول بعض الركاب ثم صعود الآخرين، مرت على أذني عبارة أحدثت مصارعة سحق جنونية بين من يريد النزول ومن يريد الصعود (القطار لا يقف في هذه المحطة إلا دقيقتان فقط)
أشارت إلي تلك الفتاة فسأتها إن كانت ستنزل قالت نعم بابتسامة، قبل أن تهم بالنزول كانت تتصفح هاتفها، وقعت عيني بدون قصد على هاتفها وأنا أنظر هنا وهناك، فوجدتها تتصفح مجتمع حسوب...