بائع الفرح

خرجت مودعة بعد أن ملأت الحي حياة

مزيجا من الضجيج وصيحات الفرح، يصطحبها صاحبها "بائع الفرح"•• إنها أرجوحة الحي تبدو نهارا بؤرة اهتمام أطفال الحي ومصدراً للسعادة والفرح بألوانها المبهجة يعلوها وجه لمهرجٍ مبتسمٍ رافعا يديه لأعلى مرحبا بالوافدين•• ولها صوت أزيز مستمر مع حركتها الدؤوبة•• تبدو متهالكة للناظرين أما للأطفال فلا•••

يتهافت عليها الصغار ويتسابقون على الدور يتشاجرون•• يمزحون•• يسخرون•• وينشرون الصخب•••

ينتصف النهار ثم يبدأ الصغار بالانحسار عنها تباعا ملبين نداءات و صيحات الأمهات معلنة تأخر الوقت•• وتتخافت الأصوات•• وعند المغرب تصبح الأرجوحة وحيدة هى وصاحبها كنجمين أفلا••• ثم يودعا الحى• ترى" بائع الفرح"منهكًا يصطحب أرجوحته العتيقة وتصدر هي الأخرى صريرًا مثقلًا •• و يبقى وجه المهرج أعلاها محتفظًا بابتسامته المرحة، ملوحاً بيديه، لكن مودعًا هذه المرة، على وعد بالعودة لاستقبال يوم جديد•• ❤