قريب بما فيه الكفايه

🐾🏚️🌔

نافذة مكسورة.

خدوش على الحائط.

*************

استيقظت فيونا وهي مستلقية على أرضية غرفتها، جسدها كله حرارته كالنار.

غطى العرق وجهها، أنفاسها متقطعه.

النافذة المكسورة بجانبها تسمح للهواء البارد بالدخول.

كانت الأرض مبللة، والجدران مغطاة بما يشبه خدوش حيوان.

همست في نفسها محاولةً استيعاب الأمر:

-"ربما... ربما دخل حيوان ما... لا بد أنني اصطدمت بشيء وأغمي عليّ."

ارتجف صوتها، لكنها أجبرت نفسها على تصديقه.

عندما نزلت إلى الطابق السفلي، كان والداها هادئين، هادئين للغاية.

عندما سألتهما، إن كانا قد سمعا صوتًا قادمًا من غرفتها. لكنهما أخبراها أنهما لم يسمعا صوتًا واحدًا تلك الليلة.

-"لكن النافذة كانت مكسورة، والأرضية كانت مبللة... كيف؟" سألت بصوت هادئ

شعرت بشئ خاطئ لكنها ابتلعت ريقها وانصرفت.

هَمت للخروج.. أخذت تتمايل وهي ترتدي ملابسها للخروج، لأنه كما تعلمون.. إنه ماتيو.💁

-----

في المقهى، كان ماتيو خلف المنضدة.

حالما رآها، ابتسم بسخرية.

- "أهلًا، آنسة فيرون."

اتسعت عيناها من الصدمة، وكان صوتها حادًا.

- "أنا لست فيرون!"😒

ضحك ماتيو، رافعًا يديه في استسلام ساخر.

-"اهدأي ، كنت أمزح. بالطبع، أتذكر اسمك. فيونا. لكن يا إلهي... مزاجك مخيف."

كشفت شفتاها عن ابتسامة خفيفة، رغم أنها حاولت إخفاءها.

للحظة، شعرت بخفة الثقل على صدرها.

لكن انحنى ماتيو أقرب، محدقًا في وجهها.

-"بالمناسبة... يجب أن تغسلي وجهك. يبدو أن شيئًا ما دخل في عينك، بياضك... أحمر. أحمر قاتم."

ارتبكت فيونا، وذهبت إلى الحمام. حدقت في المرآة...

وتجمدت.

لم تكن عيناها حمراوين فحسب.

بل كانتا تنزفان أحمر.

ليس تهيجًا.

ليس تعبًا.

كان أحمر قاتمًا.

- "لا... لا لا... ماذا يحدث؟"

شهقت وهي تتعثر إلى الخلف.

دق قلبها بقوة.

اندفعت خارجة من المقهى، تارِكه حقيبتها.

- "فيونا! انتظري!"

صرخ ماتيو الذي اندفع خلفها والحقيبة في يده.

وصلت إلى الشارع، متجهة مباشرة إلى سيارة أجره.

في اللحظة الأخيرة، أدركت أن حقيبتها مفقودة، فالتفتت لتصطدم مباشرة بصدر ماتيو.

أوقعتها الصدمة أرضًا. كاد ماتيو أن يسقط هو الآخر، لكنه أمسك نفسه ضاحكًا.

-"يا إلهي، لقد ضربتِ بقوة أكبر من شاحنة."

ضحكت هي الأخرى، ضحكة ضعيفة لكنها صادقة، خرق الصوت ذعرها.

ساعدها ماتيو على النهوض، وهو ينفض الغبار عن ملابسها.

وقفا هناك للحظة، قريبين جدًا، واعيين جدًا.

- "هيا."

قال بهدوء، وهو يُسلمها الحقيبة.

صعدت إلى السيارة، وجنتاها تحترقان. مع بدء تشغيل المحرك، أمسكت بنفسها تبتسم.

- "ماذا لو... ربما يُعجب بي أيضًا؟"

ظلت الفكرة عالقة في ذهنها، دافئة وخطيرة.

~~~~~~

اندفعت لغرفتها و معها الحرارة في عروقها.

وخرج صوت غريب من شفتيها - أنفاس ذئب

كانت الحرارة تحرق عروقها، والعرق يتصبب بلا هوادة..

وصوت غريب، يتردد صداه في حلقها.

-"هل هذه... أنفاسي؟ لماذا يبدو هكذا؟ كما لو... 

كما لو أنني أركض لأميال..."سألت

اتسعت عيناها. 

-"لا...أنا أعرف هذا الصوت. إنه... أنفاس ذئب." 

_§_

في مكان بعيد، وقف صبي صغير محاصرًا. 

كان اسمه "ريكاردو".. 

نحيف الجسم، شعر بني داكن ناعم، عينان عسليتان تتوهجان بهدوء، وبشرة شاحبة جعلته يبدو هشًا.

أحاطت به مجموعة من الصبية يسخرون منه.

-"يا أحمق، تعال إلى هنا!" 

- "ما الخطب يا صغيرتي؟ هل أنتِ خائفة جدًا من المقاومة؟ هل تحتاجين أمكِ؟"

شد ريكاردو قبضتيه، وهمس بصوت مرتجف لكنه ثابت:

- "لستُ خائفًا."

- "إذن قاتلينا كرجال!" 

حاول.. لقد حاول حقًا.. لكن لكماته كانت ضعيفة، وجسمه صغير جدًا. 

دفعوه، ركلوه وضربوه بقوة وعنف حتى غشّى الألم بصره. 

ثم.. ظهر عواء. حاد. ثاقب.

***

في لحظة، سقط جميع المتنمرين على الأرض، كما لو أن شيئًا غير مرئي قد أسقطهم. 

ارتجف ريكاردو وزحف بعيدًا، مُجبراً جسده على الركض الركض لأبعد ما يستطيع. 

لكن كلما ابتعد، ازداد الطريق ظلاماً. لفّه الظلام ككفن خانق.

ثم سمعه.

عويل. 

~~~~~~

مُؤرقٌ للغاية.. مُحزنٌ للغاية، جمّده في مكانه.

استدار يبحث عمن يحتاج مساعدة.. ولكن قبل أن يخطو خطوةً أخرى، مزق ألمٌ حادٌّ ظهره. 

شهق ريكاردو. دار العالم من حوله ثم انهار في الظلال فاقداً للوعي. 

كان خدشًا... خدش ذئب. 

--

في هذه الأثناء... وقفت فيونا ترتجف في غرفتها، وأفكارها تتداعى كخيوطٍ متشابكة.

ازداد ذعرها، فركضت إلى الحمام، فتحت الدش، ودخلت تحته بكامل ملابسها، وهو ما كانت تفعله دائمًا عندما ينزلق عقلها في الفوضى. 

لكن الليله.. تلك الليله عادت ذكرياتها بوضوحٍ لا يرحم:

ماتيو/ الرجل المسكير. /النار. /الطلق الناري. /الهمس./ العينان الحمراوان المُحترقتان... . 

وهذه العبارة المُؤرقة: "حان وقتك." خفق قلبها بشدة. 

-"متى؟ من كان ذلك الرجل؟ لا... لا، لم يكن رجلاً. طويل جدًا... غريب جدًا... لا، بالتأكيد لا... كان شيئًا آخر."

كادت ركبتاها أن تنهارا. أغلقت صنبور الماء، الذي كان يقطر على الأرض، وهي تُحدث نفسها بلهث متقطع:

-"اهدئي يا فيونا... تمالكي نفسك. لا شيء يحدث... لا بأس، لا بأس..." 

ثم تقطع صوتها، وارتفع إلى صرخة:

-"أنا هادئة...

أنا هادئة...

أنا غاضبة!"

اشتعل جسدها من الداخل. اشعت حرارة كالنار تحت جلدها.

أصبح أنفاسها متقطعة وعنيفة. ثم... صوت زجاج تحطم لم تسمع سواه و انفتحت النافذة فجأةً بينما تسارعت أفكارها أسرع فأسرع لا يمكن السيطرة عليها.. 

وسُمع عواء طويل وقوي.

🪵🌓

بعيدًا، في مكانٍ يحجب فيه الضوء، فتح ريكاردو عينيه. آخر ما تذكره هو ألمٌ يمزق ظهره...

لكن الآن، عندما لمس الجلد، اختفى الجرح.

اختفى تمامًا.

جلس، يتنفس بصعوبة.و تذكر

-"كان هناك... شخص ما هنا. شخص ما يحتاج إلى مساعدة..."

تردد صوته في الصمت.

-"مرحبًا؟ هل من أحد هنا؟!"

لكن لا رد.

فقط الفراغ.

وقف ريكاردو وحذاؤه يصطدم بالأرض ، وسار نحو مسار الضوء الخافت أمامه.

في اللحظة التي خرج فيها من الظلال، عاد المكان خلفه إلى الحياة.

أشرقت عينان في الظلام.

كانا يراقبانه

🌃🍂🍂🍂

مَن الذي كان يراقب ريكاردو؟

مَن ريكاردو؟ومَن أنقذه؟

ماذا يحدث لفيونا؟

🌔🐾

{نعتذر عن الأخطاء الموجوده، القصه مُترجمه عن نسختها باللغه الإنجليزيه بعنوان the legend of Fiona... قراءه ممتعه للجميع ☺️}