استيقظت فيونا غارقةً في العرق مجددًا.
🌕🔻
كانت أنفاسها ثقيلًا، وصدرها يحترق كالنار.
لم تكفّ الأحلام عن الركض في أماكن لا نهاية لها، والظلال تطاردها، ودائمًا...
نفس الشاب يراقبها من بعيد.
لم تكن تعرف اسمه بعد.
لكن جسدها عرفه.
~~~~~~~~~
على الجانب الآخر من روما، حدّق ريكاردو في يديه.
لقد رحل الفتى الضعيف الهشّ الذي كان عليه.
شعر بجسده مختلفًا، أقوى وأسرع.
مرّ بمكانٍ انحنت و تحدثت فيه التماثيل:
-"من المتحدث؟"قال
بينما كان ينظر حوله دون أي رد، مرّ.
.... ا
مرة أخرى في شارع مزدحم..
سمع صوتاً قريباً يهمس..
- "أكرهه، لو لم يكن مالَك لما بقيتُ لحظة."
نظر إليها وعلّق...
- "ليس المال دائماً هو المهم يا آنسة."
نظر الرجل بجانبها إلى ريكاردو متسائلًا عما يقوله، بينما كان ريكاردو متأكداً تماماً من أن حبيبته قالت ذلك.
بين نظرات الفتاة المتسللة والرجل المخيف، قرر ريكاردو الاستسلام والمغادرة، ولكن مرة أخرى...
.... ا
- "لماذا تأكل كثيرًا هكذا، أيها الخنزير!!"
هذه المرة ظل ريكاردو ينظر إلى وجوه الناس وأفواههم التي لم تتحرك...
-"... حتى عصر أحد الأيام.........
¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬ا
مرا ببعضهما.
¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬¬ا
فيونا وريكاردو.
غريبان، لكنهما ليسا غريبين إطلاقاً.
تجمد كلاهما.
استدار كلاهما تماماً ، وعيناهما ملتصقتان كما لو أن الجاذبية نفسها أجبرتهما على ذلك.
ثم تراجع ريكاردو متعثراً، وسقط في النافورة انبعث مِنها رذاذ الماء.
اندفعت فيونا دون تفكير، وأمسكت بذراعه لترفعه.
- "هل دفعتني بعينيك للتو؟" قال
ابتسم بسخرية، وهو ينفض الماء من شعره.
- "هذه التماثيل شهود... أردتي فقط أن تلمسي عضلات بطني."
قلبت عينيها و هيه تشمئز من قوله وأسقطت يده فسقط عائداً إلى الماء.
تردد صدى ضحكة ريكاردو في أرجاء النافورة.
لكن ابتسامة فيونا اختفت.
عندما احترق صدرها مجددًا. صرخت عروقها بنيران. فركضت تاركه إياه من خلفِها
~~~~~~~~~ --- ~~~~~~~~~
عادت فيونا إلى غرفتها، وانهارت على الحائط. اشتعل جسدها حرارة.
لمعت عيناها حمراوين، تتوهجان كالدم.
حولها، توهجت هالة خافتة من لهب دموي تحرق الهواء.
اشتدّت أظافرها، وطولت كمخالب ذئب.
انفجرت الصور في رأسها:
....ه
(النوافذ المكسورة. الظلال. الخدش الذي تركته... على ظهره... ذلك الشاب... الغريب في أحلامها.
هل كان ذلك الشاب في ذلك المكان؟)
وفي تلك اللحظة، أدركت فيونا أخيراً
....
أن الوحش لم يكن يطاردها في كوابيسها.
بل كانت هي الوحش.
--- ✨ يتبع...
*****
(رحم الله شهداء المسلمين)
*****
"والرابطة التي ربطتهما...
كانت قد بدأت للتو.
" لكن القدر لم يرحم، فالعصبة كانت تراقب بالفعل."
التعليقات